سيندفع بعضنا الفلسطيني والعربي المهزوم سلفا الى القول بان اغتيال القائد الفلسطيني الكبير اسماعيل هنية واستمرار النكبة الإنسانية في قطاع غزة، تعزز تخاريفهم التي يرددونها منذ اليوم الأول لزلزال السابع من أكتوبر حول عبثية المقاومة لشعب تحت الاحتلال، ولان “الكف لا يناطح مخرز”.
الاغتيال ليس معجزة خارقة استخبارية للفاشيين في تل ابيب وداعميهم، في عالم دخل مرحلة التكنلوجيا المتقدمة، إذ يكفي ان يرتكب أحد مرافقيه او طاقمه ومساعديه خطأ إنسانيا واحدا ويجري مكالمة هاتفية طارئة مع زوجته او احد اطفاله، ليحدد موقع إقامة قائده أبو العبد هنية، أما التنفيذ فهو مسالة تقنية وليست معضلة مع تطور الصواريخ الموجهة، وليس مهما من داخل او خارج ايران وهو امر يخص الدولة المضيفة وحساباتها السياسية والاستراتيجية.
الاغتيال رغم فداحته ورمزيته في هذه الظروف الا انه لن يزيد الشعب الفلسطيني وتيار عريض في العالم والاقليم الا إصرارا على استمرار النضال حتى هزيمة المشروع الاستعماري وتحقيق العدالة لفلسطين.
كوطني فلسطيني، لا انتظر ردا ولا انتقاما من أحد خارج الدائرة الفلسطينية، فهو امر متروك لظروفهم، ما ينتظره شعبنا هو استخلاص درس الاغتيال، للمطالبة بالوحدة خلف استراتيجية المقاومة، والانتهاء من المراوحة والتردد في انجاز حكومة التوافق الوطني مقدمة لإحياء الجبهة الوطنية الشاملة في إطار منظمة التحرير.
المستهدف بالاغتيال ليس فقط قادة المقاومة وحدهم، بل كل شعبنا وقضيته ومستقبل اجيالنا، وهو الدرس الذي يجب ان نتوقف عنده لاستخلاص العبر، فالشعب الفلسطيني يقف اليوم في طليعة قوى التحرر التي تقاتل ضد الظاهرة الفاشية الاستعمارية في مظهرها الجديد والتي تشكل خطرا على الإنسانية جمعاء.
استمرار حرب الإبادة والاغتيال للقادة هو الفرصة التاريخية للوحدة والاستنفار لجمع كل طاقات الشعب في خدمة المشروع التحرري.