بعد تأخره – خبراء يشككون بالرد الإيراني على اغتيال هنية

السياسي – قال خبراء ومحللون سياسيون وعسكريون إن رد إيران على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران، بات محل شك لدى الشارع العربي.

وأضافوا أن مصداقية طهران باتت على المحك، رغم الوعيد والتهديد الذي يسعى لكسب ثقة جمهور ما يسمى محور المقاومة.

حديث المحللين يأتي تعقيبا على تهديد المسؤول في عمليات فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري، الجنرال محسن جيذري، بأن رد طهران على اغتيال إسماعيل هنية “سيكون مختلفًا هذه المرة”، و”سيعتمد على الظروف التي تحقق الهدف منه”.

وقال عميد متقاعد : “كان واضحا منذ البداية لاغتيال هنية أن إيران لن ترد بعمل عسكري واسع، ذلك أن ميزان القوة ليس لصالحها، وهي على الأرجح ما زالت تفكر برد ربما مشابه للفعل الإسرائيلي”.

وأضاف أن “تصريح المسؤول الإيراني في فيلق القدس، يمكن النظر إليه من زاوية سلسلة اغتيالات تعرض لها قادة إيرانيون، ولم نشاهد أي رد على مقتلهم”.

وتساءل: “فكيف ينتظر البعض الرد الإيراني على اغتيال هنية؟”.

وتابع: “إيران تؤجل ردها في سبيل الحصول على مكاسب سياسية عبر صفقات تعزز من نفوذها”.

وأشار إلى أنها “تدرك أن الرد المباشر ستكون عواقبه كبيرة، ولن تقوم بأي عمل عسكري مباشر كحرب المدن التي توصف بأنها أصعب الحروب، فهذا ضرب من الجنون أن تقدم عليه إيران، وكذلك ستكون عملياتها عبر وكلائها محدودة فهم على مرمى من نيران إسرائيل”.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي رياض منصور، إن الشارع العربي أصبح اليوم ينظر بعين الشك والريبة تجاه تصريحات المسؤولين الإيرانيين، استنادا إلى تجارب سابقة بالرد والتهديد والوعيد، وعلى رأسها ما شهده الجميع في أثناء اغتيال أحد أهم قادتها العسكريين قاسم سليماني قائد فيلق القدس.

وأضاف منصور “أن تهديد المسؤول في فيلق القدس يأتي في سياق تبادل الأدوار، فحين نلحظ أن المرشد الأعلى يتحدث بخطاب التفاوض المحتمل مع الأمريكان فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، نرى هذا التصريح الذي يخاطب المشاعر أكثر من العقل.

ويتابع منصور: “على الشارع العربي إدراك حقيقة مفادها بأن إيران تنظر لغزة، وغيرها من المناطق العربية التي تقع تحت نفوذها أو تأثيرها بوصفها أدوات وأوراق تفاوض”.

فيما رأى باحث في الشؤون السياسية أن تصريحات المسؤول العسكري الإيراني تأتي في سياق محاولات إعادة الثقة مع جمهور ما يسمى محور المقاومة، خصوصا أن صورة رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر لم ترق إلى سقف التوقعات.

وأضاف: “على الأغلب ستلجأ طهران في الرد على اغتيال إسماعيل هنية، إلى أسلوب نوعي لا يترك أثراً في هوية كشف المنفذ الحقيقي على غرار الطريقة الإسرائيلية.

ووفق الباحث فإن الرد الإيراني وطبيعته يتأثر بعاملين رئيسيين، الأول هو ما ستؤول إليه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والثاني يتعلق بتجاذبات وتنافرات الإصلاحيين والمحافظين في طهران بشأن الرد على اغتيال هنية من عدمه.

وكان المسؤول في عمليات فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري، الجنرال محسن جيذري قال في تصريح لوكالة أنباء “دفاع برس” التابعة للجيش الإيراني، أن “طريقة ونوعية الرد ستعتمد على الظروف التي يمكنها أن تحقق أهدافنا”، و”قد تكون فترة انتظار الرد على اغتيال هنية طويلة، حتى تتوفر الظروف المناسبة، ومن الممكن ضبط النفس إلى حين توفر الظروف والمجال والأوضاع للرد على إسرائيل”.

شاهد أيضاً