السياسي -24 وكالات
كشفت السلطات الأمنية العراقية عن مفاجأة صادمة في قضية مقتل رجل الأعمال العراقي، ماجد كريم، الذي وُجد مقتولاً في مدينة إسطنبول التركية قبل خمس سنوات، وتحديداً في عام 2020، في ظروف غامضة استمرت تثير التساؤلات طوال تلك الفترة.
وبعد سنوات من البحث والتحري، تمكّنت الأجهزة الأمنية العراقية من فك خيوط هذه الجريمة المعقدة التي بدأت بشهادة أدلت بها زوجة القتيل حينها، زعمت فيها أن زوجها قُتل على يد عصابة سورية الجنسية، وذلك بعد أن كان يحمل مبلغاً مالياً كبيراً يقدَّر بنحو مليون دولار أمريكي، وكان ينوي استثماره في شراء عقارات في تركيا.
غير أن مسار التحقيقات أخذ منحىً آخر بعد أن قام ذوو القتيل بتحريك شكوى ضد زوجته أمام شعبة مكافحة الإجرام، بناءً على توجيه من مجلس القضاء الأعلى، وذلك للوصول إلى الحقيقة وكشف ملابسات الجريمة.
وعلى إثر هذه الشكوى، صدر أمر قبض بحق الزوجة، إلا أنها تمكنت من الفرار إلى خارج الأراضي العراقية.
وبعد مرور 5 سنوات، أخذت العدالة مجراها عقب عودة زوجة رجل الأعمال إلى العراق خلال الأيام الماضية، حيث تم تفعيل مذكرة القبض الصادرة بحقها، وتمكنت القوات العراقية من اعتقالها فور وصولها إلى مطار بغداد الدولي.
وكشفت التحقيقات اللاحقة عن تورّط الزوجة بشكل مباشر في الجريمة، حيث كشفت عن قيامها بارتكابها بمساعدة عشيق لها يحمل الجنسية العراقية، وذلك داخل شقتهما في مدينة إسطنبول في عام 2020.
وكانت الشرطة التركية قد عثرت في منتصف شهر يناير (كانون الثاني) من العام 2020 على جثة رجل الأعمال العراقي، ماجد كريم، مقتولاً وملقاة في غابات “شاتالغا” القريبة من إسطنبول، وفقاً لما ذكرته صحيفة “حرييت” التركية في حينه.
وأوضحت الصحيفة آنذاك أن رجل الأعمال العراقي كان قد قدم إلى تركيا من مدينة النجف، بهدف الاستثمار في شراء شقق سكنية في ثلاثة أحياء مختلفة بإسطنبول، ولكنه اختفى في ظروف غامضة لمدة أربعة أشهر قبل العثور على جثته.
وبدأت الشرطة التركية تحقيقاتها في الحادثة بعد بلاغ عن اختفائه قدمته عائلته، وكشفت التحقيقات الأوّلية، بحسب الصحيفة، أن الضحية كان قد تواصل قبل اختفائه مع عدد من الأشخاص للاستفسار عن شراء الشقق في إسطنبول، والتقى بشخص سوري في مقهى بمنطقة إسنيورت لإتمام إجراءات الشراء.
وتمكّنت الشرطة التركية، من خلال كاميرات المراقبة، من تتبع حركة الشاب السوري وإلقاء القبض عليه مع أربعة أجانب آخرين تم الاشتباه في تورطهم في قتل رجل الأعمال العراقي، وذلك وفقاً لما أفادت به التحقيقات التركية في ذلك الوقت، قبل أن تكشف التحقيقات العراقية لاحقاً عن الدور المحوري لزوجة القتيل وعشيقها في ارتكاب الجريمة.