بعد فرار 100 ألف جندي – هل تعزز أوكرانيا قدرتها العسكرية

السياسي – بينما يدعو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي حلفاءه الغربيين لتقديم المزيد من الدعم العسكري، يواجه جيشه صعوبات تفاقم الوضع العسكري وتهدد استمراره في خوض المعارك ضد الدب الروسي، إذ وفقًا لمكتب المدعي العام الأوكراني، تم توجيه الاتهام لأكثر من 100,000 جندي أوكراني، بموجب قوانين الفرار من الخدمة.

وشهدت الأيام الماضية، تخلي بعض الوحدات الأوكرانية بالكامل عن مواقعها، مما أضعف الخطوط الدفاعية وسهّل على القوات الروسية استهداف النقاط الضعيفة، ما أدى إلى تسريع خسائر أوكرانيا لأراض تحت سيطرتها، بحسب تصريحات جنود ومسؤولين أوكرانيين.

وكشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير حديث لها، أن أوكرانيا تعاني من أجل تجنيد جنود جدد مع استمرار ارتفاع حالات الفرار من الجيش، وأن السلطات المعنية فتحت 60 ألف قضية ضد جنود تخلوا عن مواقعهم خلال العام الجاري، أي ما يقرب من ضعف عدد من فعلوا ذلك عامي 2022 و2023.

وحذر التقرير من أن الارتفاع الحاد في عدد حالات الفرار من الخدمة، يزيد من تفاقم الوضع الصعب في صفوف الجيش الأوكراني، خاصة مع عدم قدرة كييف على «تدوير الجنود» والسماح لقواتها المنهكة من المعركة بالراحة، الأمر الذي أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا داخل الجيش.

وتعليقًا على المخاوف الأوكرانية والتحذيرات الأوروبية، قال إبراهيم كابان، مدير شبكة “الجيو إستراتيجي” للدراسات، إن “الجيش الأوكراني، جيش نظامي، وبالتالي لا يتأثر بانشقاق أو تخلي عدد من الجنود عن المشاركة في الحرب، لذا تعد حالات فرار الجنود طبيعية وهي تحدث أيضاً في الجيش الروسي”، لافتا إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية دخلت مرحلة الأسلحة التكتيكية من المواجهات العسكرية، أي مرحلة الحرب التكنولوجية.

وأضاف مدير شبكة الجيو إستراتيجي للدراسات، أنّ “الدول غالبًا ما تستخدم الأجهزة في قصف الصواريخ، وليس الجنود، بينما يعتبر الجنود مشاة «برا» ودورهم الأساسي يتركز في السيطرة على الأراضي، ومن ثم فإن أوكرانيا تستطيع إعادة صياغة الكثير من العوامل المفيدة بالنسبة لها”.

وزعم إبراهيم كابان بالقول إن “حالات الفرار المذكورة في صفوف الجيش الأوكراني لن تؤثر كثيراً على مجريات الأحداث في المعركة بين موسكو وأوكرانيا”.

وأشار إلى أن عملية تحشيد واسعة للذكور تمت، بهدف إشراكهم في هذه الحرب، خاصة أن عشرات الآلاف من الشبان ضمن السن القانوني من 18 إلى 50 عامًا، ويمثلون عددًا كبيرًا من الشعب الأوكراني وهم الآن في مواجهات على الجبهة.

واستبعد مدير شبكة الجيو إستراتيجي للدراسات، أن تتأثر الجبهة الأوكرانية “عسكريا” بعمليات الفرار، مبينا أن التأثير يقتصر فقط على الجانب النفسي، خاصةً وأن كييف لديها إمكانيات كبيرة، فضلاً عن استمرار الدعم الأوروبي لها، ويعتبر الجيش الأوكراني جيشا منظما، ويتم تدريب جنوده من قبل حلف الناتو في الدول الشرقية من الاتحاد الأوروبي.

من جانبه، قال بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن أوكرانيا لن تستطيع تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة روسيا مهما فعلت، حتى وإن خفّضت سن التجنيد من 25 عاما إلى 18 عاما، لمواجهة الخسائر في صفوف الجيش وفرار جنودها منه.

وأكد الخبير في الشؤون الروسية أن “هؤلاء الجنود الذين يتم تعبئتهم يجب تدريبهم أولا قبل إرسالهم إلى جبهات القتال”.

وأوضح المحلل السياسي، أن العمليات العسكرية كشفت أن التكنولوجيا الحديثة هي التي تدور حولها الحرب، وليس الجنود، إلا أن أهمية الجنود تتركز في حماية الأرض”، لافتا إلى أنّ روسيا لديها فائض من الجنود يستطيع القضاء على الجيش الأوكراني، لكن روسيا تفضل تطبيق سياسة “قضم الأراضي” لتخفيف خسائر جيشها.