بعد وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتصفية قيادات الصف الأول بكتائب القسام حماس إلى أين؟

عمران الخطيب

بعد إعلان حركة حماس الإعتراف في استشهاد القائد العسكري محمد الضيف أبو خالد واستشهاد قيادات الصف الأول عددهم 16 قيادة أركان القسام والمكتب السياسي لحركة حماس وقد ترافق الإعلان عن قائمة الشهداء بعد الإعلان وفقا للاتفاق بين حماس و”إسرائيل” عبر الوسيط القطري بإخراج أعداد كبيرة من كوادر وأعضاء القسام تحت مظلة خروج الجرحى والمصابين بحيث يتم خروجهم مع ثلاثة من المرافقين وعائلاتهم خارج قطاع غزة، وينص الاتفاق بمنع عودتهم إلى قطاع غزة يشكل ذلك النفي خارج الوطن يعني ذلك تصفية الجناح العسكري لحركة حماس، وهذا الاتفاق يتنافى مع أهداف تسمية “حركة المقاومة الإسلامية حماس”، بل يعتبر ذلك نهاية حقبة المقاومة المسلحة وفقا للوقائع الاتفاق بين حماس و”إسرائيل”وفي اعتقادي ذلك يأتي في سياق تحول حماس إلى حزب سياسي قد يتم بعد عملية الهيكلة الجديدة والمتجددة بأن تصبح منظمة من فروع حركة الإخوان المسلمين داخل فلسطين، على غرار هيئة تحرير الشام التي تسلمت السلطة في سوريا دون نقطة دم.

وقد اتخذت هيئة تحرير الشام قرار بتسليم السلاح من كل الفصائل السورية عشية تنصيب احمد الشرع رئيس لسوريا، وهذا ترابط بين الحالتين من كان ضمن قوائم الإرهاب أصبح اليوم مقبول وفي نفس الوقت فإن إتفاق الدوحة قد بدأت تفوح الرواح العفنة، والغريب بأن نائب رئيس حركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق يشيد بموقف الرئيس دونالد ترامب ويقول بأن ترامب من أوقف إطلاق النار بقطاع غزة بل أشاد بموقف رئيس الإدارة الأمريكية والغريب في الأمر بأن موسى أبو مرزوق لم يتحدث عن رؤية الرئيس الاميركي دونالد ترامب بترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن ولم يصدر بيان من حماس برفض التهجير، وكيف ترفض التهجير وقياداتها قد غادروا
قطاع غزة على مراحل قبل غزوة السابع من أكتوبر 2023م، ويوم الجمعة 31 /1/ 2025 بدأت عملية خروج جرحى حماس ومن يرافقهم خارج قطاع غزة وقد يصل عددهم ما يقارب 7 آلاف وقد يرتفع عددهم وفقا للاتفاق المبرم بين الجانبين حماس و”إسرائيل” وقد تحدث د.موسى أبو مرزوق بأن الأهداف المعلنة للعملية السابع من أكتوبر لم تتحقق انتهى الاقتباس، لذلك على حركة حماس والناطق باسمها الملثم أبو عبيدة بأن يتحلى بشجاعة القائد السياسي نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق ويزيل اللثام عن وجهه ويقدم الاعتذار لشعبنا بقطاع غزة الذين شاركوا بدفع ثمن باهض من قوافل الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين والمفقودين وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم ولم يبقى من قطاع غزة غير شاطئ البحر الذي تتحكم” إسرائيل” من كل الجهات.

حركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة من خلال إستخدام مصطلح الحسم العسكري بعد أقل من عام من الإنتخابات التشريعية، حيث فازت حماس، 72 نائب ولم تتراجع عن ذلك الانقلاب العسكري الدموي حتى الوقت الحاضر رغم عشرات جلسات الحوار للفصائل الفلسطينية من مكة المكرمة إلى اليمن وبيروت والقاهرة المتكررة وكان أبرزها مبادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث تواصل الحوار على مدار أشهر بين اللجنة الجزائريه التي كلفها الرئيس عبد المجيد تبون الذي كان يتابع هذه الاتصالات وقد جمع الرئيس أبو مازن مع رئيس حركة حماس المرحوم إسماعيل هنيه، وبعد سلسلة اللقاءات الثنائية والمشتركة كانت النتائج صفر بسبب رفض حماس القبول بقرارات الشرعية الدولية ليتم تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية كخطوة أولى اتجاه إنهاء الانقسام وكانت المبادرة الجزائرية تحمل ثلاثة عناوين،
تشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل و الشخصيات المستقلة، والإنتخابات الرئاسية والتشريعية وإنتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة مختلف الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وقد رفضت حماس القبول إعتراف الحكومة قرارات الشرعية الدولية
بما في حركة الجهاد الإسلامي.
واليوم يعلن د موسى أبو مرزوق القبول بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بل يتم الإشادة برئاسة دونالد ترامب
يعني ذلك بأن حماس قد تقبل بخطة ترامب التي قد يتم الإعلان عنها في الأيام القادمة د.موسى أبو مرزوق يشيد بموقف ترامب ويقول إننا معنيين بمبادرة حل الصراع القائم وتحقيق السلام وفقا لصفقة القرن بعد إضافة بعض التحسينات،
نأمل من قيادات حماس تقديم مبادرة تنهي الانقسام لتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني وخاصة إننا أمام مخطط الأستهداف للتصفية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا والتذكير بأن موسى أبو مرزوق خلال الحوار الفلسطيني بموسكو، قال لقد حاولت الاتصالات مع السفير الجزائري في الدوحة لإبلاغه إننا معنيين في العودة إلى الحوار في الجزائر بدأ بنقاط الخلافات التي حدثت في الجزائر لسير نحوا التوافق الوطني الفلسطيني، علينا بأن نطرق أبواب ألتي تؤدي الى لم الشمل الفلسطيني قبل فرض وقائع جديدة على شعبنا .

تابعنا عبر: