وافقت محكمة فرنسية يوم الجمعة 15 نوفمبر/تشرين الثاني على الطلب الحادي عشر للإفراج المشروط عن الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، المسجون منذ 40 عاما بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسيين أجنبيين. فيما أكدت النيابة الوطنية الفرنسية لمكافحة الإرهاب أنها ستستأنف القرار.
من جهته، أوضح محامي عبدالله، جان لوي شالانسيه لوكالة “فرانس برس” أن قرار المحكمة الجمعة ليس مشروطا باتخاذ مثل هذا القرار من قبل الحكومة، مرحبا “بانتصار قضائي وسياسي”.
ويجدر بالذكر ان عبدالله حكم عليه بالسجن مدى الحياة في سنة 1986 لإدانته بالتواطؤ في اغتيال دبلوماسيين، الأميركي تشارلز راي والإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف في باريس في 1982، ويقبع في سجن لانميزان في جنوب غرب فرنسا، وهو يعتبر “أقدم سجين في العالم مرتبط بالصراع في الشرق الأوسط” كما يقول مؤيدوه.
وأصبح من الممكن إطلاق سراحه منذ العام 1999، بموجب القانون الفرنسي، لكن طلبات الإفراج المشروط التي تقدم بها رُفضت، باستثناء طلب واحد حين وافق القضاء في 2013 على طلب إفراج شرط أن يكرس بمرسوم طرد، الأمر الذي لم يصدره وزير الداخلية الفرنسي يومها مانويل فالس.
من هو اللبناني جورج عبد الله؟
ولد جورج إبراهيم عبد الله (73 عاما) في قرية القبيات شمال لبنان عام 1951 وعمل في سلك التعليم في بلاده حتى عام 1979. بدأ حياته ناشطاً في صفوف “الحزب السوري القومي الاجتماعي” قبل أن ينتسب إلى “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”.
أسس مع أفراد من عائلته ما سمّي بـ”الفصائل الثورية المسلحة اللبنانية”، وهي مجموعة ماركسية موالية لسوريا ومعادية لإسرائيل أعلنت مسؤوليتها عن خمسة هجمات سقط في أربعة منها قتلى في 1981 و1982 في فرنسا.
اعتقلته السلطات الفرنسية قي 24 تشرين الاول (أكتوبر) 1984 بطلب أميركي، وكان يلاحقه عملاء من الموساد وبعض اللبنانيين في مدينة ليون الفرنسية، وبرر القضاء اعتقاله “بحيازته أوراق ثبوتية غير صحيحة” إشارة الى جواز سفر جزائري كان يستخدمه، مع أنه كان شرعيا. اضافة للعثور معه فيما بعد على جواز لبناني ومغربي ومالطي ويمني.
ومن وقتها ظل “عبد الكريم سعدي” كما كان اسمه الحركي، وراء القضبان وسط مطالبة منظمات عدة بإطلاق سراحه، منها الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان والاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام، كما وجمعية التضامن الفرنسية- الفلسطينية، اضافة الى مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان، وغيره الكثير..
قبلها، عمل جورج إبراهيم عبد الله مع الحزب الشيوعي اللبناني، ومع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأسس تنظيم الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وناضل بدءا من 1970 بصفوف الحركة الوطنية اللبنانية، ثم التحق بالمقاومة الفلسطينية، وكان عضواً بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. قاتل في 1978 وأصيب بجروح أثناء الاجتياح الاسرائيلي لقسم من جنوب لبنان.
ورغم أن عبد الله مؤهل ليتم الإفراج المشروط عنه منذ عام 1999 وقدم بالفعل تسعة طلبات، لكن القضاء الفرنسي رفض إطلاق سراحه.
وفي عام 2013، وافق القضاء الفرنسي مبدئيا على الإفراج عنه بشرط ترحيله إلى لبنان، لكن وزارة الداخلية الفرنسية لم تصدر أمر الترحيل اللازم لتنفيذ القرار، ما أبقاه في السجن.
وقد نظمت مظاهرات عدة أمام السفارة الفرنسية في بيروت وفي الأراضي الفلسطينية، تطالب بالإفراج الفوري عن جورج عبد الله والتوقيع على قرار ترحيله إلى لبنان.