يصادف اليوم الخميس 26 يونيو /حزيران 2025 اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، والذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 52/149 الصادر بتاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر 1997، والذي يُحيى سنويًا بهدف القضاء التام على التعذيب وضمان فعالية اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة، أو العقوبة القاسية ،أو اللاإنسانية، أو المهينة.
ويأتي هذا اليوم والأراضي الفلسطينية تشهد تصعيداً غير مسبوقاً في حملات الاعتقال التعسفي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية واستخدام التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الاسري والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وخاصة في أعقاب العدوان المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر 2023 حيث وثقت الهيئة الدولية حشد سلسلة من الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة التي ترتقي إلى مستوي جرائم التعذيب الممنهجة والتي شملت الاعتداءات الجسدية وتعرية المعتقلين وجرائم التحرش الجنسي والاغتصاب والحرمان من الحقوق والضمانات القانونية، لا سيما المعتقلين في معسكرات الاحتجاز المؤقتة داخل غزة حيث تم اعتقال ما يزيد عن ١٣ الف معتقل من بينهم نساء وأطفال في منشآت غير قانونية تعرّضوا فيها للتجريد القسري من الملابس، و الحرمان من الطعام والماء والرعاية الطبية، والاعتداءات الجسدية والحرمان من الزيارات والتنكيل والإهانة اللفظية في مخالفة صريحة لاتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة لعام ١٩٤٩.
واما على صعيد الضفة الغربية، فقد تزايدت وتيرة الاعتقالات التعسفية والاقتحامات الليلية التي رافقتها أعمال تنكيل وتعذيب ميداني، وخاصة في محافظات جنين ونابلس والخليل وطوباس حيث وفق بيانات نادي الأسير الفلسطيني، تم اعتقال أكثر من (9,300) فلسطيني منذ 7 أكتوبر حتى يونيو 2025، تعرض المئات منهم إلى ضروب من التعذيب البدني والنفسي أثناء التحقيق في مراكز التوقيف، أبرزها المسكوبية، والجلمة، وعسقلان.
ويشير توثيق الهيئة وتقارير هيئة شؤون الأسرى والمحررين إلى أن ما لا يقل عن (72) اسيرا قتلوا داخل السجون منذ بدء العدوان على غزة بينهم ما لا يقل عن (45 ) معتقلاً من غزة ، دون فتح تحقيقات مستقلة في أسباب الوفاة منهم ( 25 ) أسيرًا توفوا في خلال العام الأخير، غالبيتهم نتيجة الإهمال الطبي أو التعذيب، وهي أعلى نسبة تسجل منذ عقدين.
ليرتفع بذلك عدد الشهداء في السجون الإسرائيلية منذ العام 1967 ارتفع إلى (309) شهداء ويجدر الاشارة الى ان اسرائيل تعتقل في سجونها 10400 فلسطيني بينهم (49سيدة، بينهن (8) أسيرات معتقلات إداريا (دون تهمة)، و(440) طفلا و(3562 )معتقلا إداريا،
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” واذ تؤكد ان هذه المناسبة هي فرصة مهمة لكشف وفضح جرائم التعذيب التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني داخل سجونه ومراكز احتجازه واعتقاله، وكذلك فرصة لتسليط الضوء على حجم معاناتهم المستمرة، وعمق آلامهم النفسية والجسدية، والتي ما كانت لتكون لولا غياب المحاسبة لمرتكبي هذه الجرائم الامر الذي يشجع الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة التعذيب كأداة للقمع والانتقام الجماعي، واذ تؤكد، ان مناهضة التعذيب ليس مجرد شعارات بل التزام قانوني واخلاقي يستدعي على المجتمع الدولي الوفاء به و يستدعي تحركًا دوليًا عاجلاً لحماية الشعب الفلسطيني وإنصاف ضحايا التعذيب والانتهاكات الجسيمة فأنها تسجل و تدعو إلى ما يلي:
– الهيئة الدولية “حشد”: تدعو الى فتح تحقيق جاد من قبل لجنة تقصي الحقائق الأممية الدائمة ومكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية في انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة ضد المعتقلين الفلسطينيين، خصوصًا في معسكرات الاحتجاز لمعتقلي قطاع غزة وممارسة جرائم الاختفاء القسري والتعذيب الوحشي بحقهم .
– الهيئة الدولية “حشد”: تدعو المجتمع الدولي والامم المتحدة والدول الثالثة الي توفير الحماية الدولية للأسري والمعتقلين في سجون الاحتلال والضغط علي دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائم التعذيب والاهمال الطبي بحقهم .
– الهيئة الدولية “حشد”: تدعو المقررين الخاصين بالأمم المتحدة المعنيين بالتعذيب، والاعتقال التعسفي، وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، لزيارة الأراضي المحتلة والتحقيق ميدانيًا في هذه الانتهاكات وممارسة ضغوط دولية حقيقية على دولة الاحتلال لإلزامها باحترام اتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعت عليها عام 1991، ووقف جميع أشكال التعذيب والمعاملة اللاإنسانية بحق الأسرى والمدنيين الفلسطينيين.
– الهيئة الدولية حشد تدعو احرار العالم والمنظمات الحقوقية الدولية لأوسع حملة مناصرة وتضامن مع الاسري في سجون الاحتلال الإسرائيلي وبما يضمن الضغط علي الدول الثالثة للقيام بدورها في مناهضة جريمة التعذيب بحق الفلسطينيين