بيبسي تغلق 4 مصانع بالولايات المتحدة ودخلها يتراجع

السياسي – قالت شركة “بيبسيكو” إنها تخطط لإغلاق أربعة مصانع تعبئة في الولايات المتحدة وتسريح ما يقرب من 400 عامل كجزء من جهودها لتبسيط عملياتها، ويأتي هذا بعدما خفضت توقعات مبيعاتها لهذا العام.
وأعلنت الشركة أن عمليات الإغلاق ستؤثر على 136 عاملا في سينسيناتي؛ و131 في شيكاغو؛ و127 في هاريسبرج بولاية بنسلفانيا؛ وأقل من 50 في أتلانتا.
ومصنع شيكاغو هو المصنع الوحيد الذي سيغلق بالكامل، وأكدت الشركة هذا الإغلاق في وقت سابق من هذا الأسبوع، قائلة إن “وظائف المبيعات والتسليم والمستودعات ستستمر في المواقع الثلاثة الأخرى”، بحسب ما نقلت قناة “WTRF” الأمريكية.
في وقت سابق من هذا الشهر، خفضت شركة بيبسيكو توقعات مبيعاتها لهذا العام حيث تراجع المستهلكون في الولايات المتحدة والصين وأماكن أخرى عن شراء المشروبات والوجبات الخفيفة بعد سنوات من ارتفاع الأسعار.
وانخفضت مبيعات المشروبات لشركة بيبسيكو في أمريكا الشمالية بنسبة 3 بالمئة في كل من الربعين الثاني والثالث من هذا العام.
انخفض صافي دخل شركة بيبسيكو بنسبة 5 بالمئة إلى 2.9 مليار دولار في الفترة من تموز/ يوليو إلى أيلول/ سبتمبر، وقالت الشركة مرارا وتكرارا إنها تركز بشدة على مكاسب الكفاءة والإنتاجية.
وقالت شركة بيبسيكو، التي يقع مقرها في بيرتشيس بولاية نيويورك، إن الموظفين المتضررين سوف يتقاضون أجورا ويتلقون مزايا لمدة 60 يوما على الرغم من أن معظمهم لن يكونوا مطالبين بالعمل خلال تلك الفترة.
وفي في مقابلة أجريت معه هذا الأسبوع، كشف مسؤول تنفيذي في “بيبسيكو” إن الشركة التي تعمل على “إصلاح بعض علاماتها التجارية الكبرى مثل رقائق البطاطس من ليز مع بحث المتسوقين عن خيارات أرخص”.
وأوضح المسؤول بحسب وكالة “رويترز” أن الشركة “تتبادل البيانات بشكل متزايد مع كبار تجار التجزئة وفي المقابل تحصل على معلومات مرغوبة عن مشتريات المتسوقين”.


وقالت الوكالة إن “انخفاض أحجام الوجبات الخفيفة لشركة بيبسيكو يؤدي إلى تغييرات في المنتجات، شهدت الشركة المصنعة لرقائق البطاطس من ليز والمشروبات الغازية من بيبسي نموًا ضعيفًا في المبيعات في الأرباع الأخيرة، مما أدى إلى تعديلات على أحجام العبوات والمزيد من الإعلانات عن علامتيها التجاريتين توستيتوس ودوريتوس”.
و قال مسؤول تنفيذي كبير في إستراتيجية بيبسيكو إن الشركة “بدأت في استخدام المزيد من بيانات تجار التجزئة الخاصة بمبيعاتهم من منتجات بيبسيكو للتنبؤ بشكل أفضل بالطلب وجعل سلسلة التوريد الخاصة بها أكثر كفاءة”.
وقالت أنجليكا كيبور، نائبة الرئيس الأول للاستراتيجية والتحول في بيبسيكو، “نحن نتبادل البيانات بشكل متزايد مع تجار التجزئة، واستشهدت “بمستوى مختلف من التعاون، لكن تجار التجزئة يقومون بذلك بشكل متزايد”.
على سبيل المثال، عندما قامت سلسلة كارفور مؤخرًا بوضع طلب مع بيبسيكو، قدمت الأخيرة تحليلا تاريخيا قائما على البيانات لأنواع المنتجات التي كانت مفقودة من طلبها والتي بيعت جيدا في الماضي، مما دفع كارفور إلى طلب تلك العناصر ودفع مبيعات أعلى لشركة بيبسيكو.
وأحد أكثر أنواع المعلومات قيمة خي بيانات الخروج حول ما يشتريه المتسوقون في النهاية، والتي يطمح إليها تجار التجزئة وحتى يستفيدون منها أحيانًا في مفاوضات التسعير.
وتبيع سلسلة وول مارت، وهي أكبر بائع تجزئة في العالم، اشتراكًا للموردين للحصول على بياناتها حول سلوك المتسوق، بالإضافة إلى بيانات المخزون، وبهذا تقول كيبور “بعضها يتعلق بمستوى نضج علاقتك (مع تجار التجزئة) – مستوى الثقة، ومستوى (القدرة الرقمية لتجار التجزئة)”.
وأضافت كيبور إن الذكاء الاصطناعي يسمح لشركة بيبسيكو بمعالجة كميات كبيرة من البيانات بسرعة.
وتسابق شركات السلع المعبأة الأخرى، من مثل يونيليفر ودانون لإيجاد طرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين سلاسل التوريد، بما في ذلك تحديد العلامات التجارية التي يجب الاحتفاظ بها في محافظها إلى خفض التكاليف وتقدير كمية المنتج الذي يجب صنعه وشحنه.
وقالت كيبور، التي رفضت تسمية المزيد من تجار التجزئة، إن ترتيبات تبادل البيانات يكون منفصلا عن محادثات التسعير في كثير من الأحيان بين تجار التجزئة وشركات السلع الاستهلاكية.
-دعوى قضائية
من ناحية أخرى، رفعت مقاطعة لوس أنجلوس دعوى قضائية ضد شركتي بيبسيكو وكوكاكولا بسبب دورهما المزعوم في التأثيرات السلبية على البيئة والصحة العامة، قائلة إن أيًا من الشركتين لا تبذل ما يكفي لمحاربة المشكلة.
وتزعم الدعوى المرفوعة أمام المحكمة العليا في لوس أنجلوس أيضًا أن شركات الكولا قدمت تصريحات خاطئة حول إمكانية إعادة تدوير حاويات المشروبات البلاستيكية وفشلت في الكشف عن الأضرار البيئية والصحية الكبيرة المرتبطة باستخدام حاويات المشروبات البلاستيكية.


وجاء في الدعوى أن إعادة التدوير باستخدام الأساليب الحالية غير قادرة على القضاء على التأثيرات البيئية وتنتهي معظم الحاويات البلاستيكية في مكبات النفايات أو كقمامة، وأن إنتاج البلاستيك والتخلص منه وإعادة تدويره يولد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتأثيرات البيئية التي تؤثر سلبًا على سكان المقاطعة.
وقال ليندسي هورفاث، رئيسة مجلس مشرفي مقاطعة لوس أنجلوس، “تلتزم مقاطعة لوس أنجلوس بتقليل استخدام البلاستيك وحماية البيئة، تحتاج كوكاكولا وبيبسي إلى وقف الخداع وتحمل المسؤولية عن مشاكل تلوث البلاستيك التي تسببها منتجاتك، وستواصل مقاطعة لوس أنجلوس معالجة التأثيرات البيئية الخطيرة الناجمة عن الشركات التي تمارس ممارسات تجارية مضللة وغير عادلة”.
– حملات المقاطعة
يذكر أنه منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة واجهت شركة “بيبسيكو” وغيرها من الشركات الأمريكية والغربية حملة مقاطعة واسعة أثرت بشكل كبير على مبيعاتها وأرباحها خلال أكثر من عام، ومع ظهور البيانات التجارية لهذه الشركات أصبحت تداعيات المقاطعة أكثر وضوحا.
وفي حين أن تأثيرات المقاطعة واضحة في مختلف الشركات العالمية، فإن عملية الكشف عن ميزانياتها العمومية مستمرة، ويراقب المجتمع الدولي عن كثب هذه الشركات وهي تتنقل عبر تعقيدات التوترات الجيوسياسية وسط الحرب المستمرة في الشرق الأوسط.

شاهد أيضاً