السياسي –
ما إن تُوّجت بيرلا حرب ملكة جمال لبنان لعام 2025، وارتفع التاج فوق رأسها، حتى انهمرت عليها عبارات النقد والسخرية والتنمّر، في مشهدٍ لا يليق ببلدٍ لطالما تغنّى بالجمال والذوق والاحترام.
وكأن فوزها لم يكن مناسبة للاحتفاء بجهدها وثقتها بنفسها، بل لحظة سمح فيها البعض لأنفسهم أن يُفرغوا ما فيهم من غضبٍ أو خيبة على هيئة كلمات جارحة.
لجنة محترفة تختار وليست الأهواء
بيرلا، إبنة المعمارية في الجنوب، البالغة من العمر 22 عامًا، حاصلة على بكالوريوس في العلوم المصرفية والبنكية، شاركت إلى جانب خمس عشرة متسابقة في رحلة تعبٍ وتحضيرٍ وشغف. فازت لأن لجنة التحكيم رأت فيها مقومات التاج، لا لأن الآراء اتفقت أو اختلفت حولها.
الاختلاف جائز والتنمر جائر
من الطبيعي أن يختلف الناس في الذوق، أن يحبّ البعض الوصيفة الأولى كلو خليفة ويُشيدوا بها، وهذا حقّهم، لكنّ ما ليس حقًّا هو أن يتحوّل الاختلاف إلى موجة تنمّر تجرّد الجمال من إنسانيته.
المنافسة لا تُلغي الاحترام، والجمال لا يُقاس بعدد المعجبين بل بكاريزما الحضور والثقة بالذات. فلغة التنمر جائرة وابطال السوشيل ميديا بعباراتهم القاسية عليهم أن يعيدوا النظر بسلوكياتهم ومفرداتهم ومن خلفها اخلاقهم.
بيرلا حرب في منطقة الحضور
بيرلا حرب، بطلّتها الهادئة وابتسامتها المتّزنة، تمثّل جيلاً جديدًا من اللبنانيات اللواتي يردن أن يبرزن بذكائهنّ قبل ملامحهنّ، وأن يُثبتن أن التاج ليس زينة للرأس، بل اختبارٌ للروح أمام لغة القسوة التي تجتاح العالم الافتراضي.وبيرلا أثبت إنها في منطقة الحضور والتعبير متفوهة ذكية وحاضرة بكاريزما عالية ولسان يستطيع أن يحمل لبنان في رسالة دولية خلال مشاركات جمال عالمية.
فلنمنحها فرصة لتلمع، ولنمنح أنفسنا لحظة نبلٍ نعيد فيها النظر إلى معنى الجمال الحقيقي. أن نرى النور ونقدره أفضل من أن نلعنه بالكلام.
hawacom