السياسي -وكالات
شهد لبنان حملات تضامنية واسعة على المستوى الرسمي والشعبي، تزامناً مع استمرار حركة النزوح الكثيفة باتجاه المناطق الأكثر أماناً لليوم الثاني هرباً من القصف الإسرائيلي العنيف على الجنوب والبقاع الذي اندلع أمس الإثنين.
رسمياً، فتحت الحكومة اللبنانية المدارس الرسمية في مختلف المناطق لإيواء النازحين. وساهمت هيئات من المجتمع المدني ومتطوعين وجهات دينية في تسهيل استقبالهم وتوفير المستلزمات الأساسية لهم.
وخصّصت اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات أرقام ساخنة لتسهيل وصول النازحين إلى مراكز الإيواء المخصصة في المدارس الرسمية في مختلف المناطق اللبنانية، ونشرت في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام قائمة مفصلة بأسماء هذه المدارس.
مبادرات شعبية
على الجانب الشعبي، تجلّت صورة الوحدة الوطنية عبر تطوع العديد من المواطنين اللبنانيين بالنزول إلى الشوارع للمشاركة في حملة التضامن ميدنياً، حيث اشترى العديد من المواطنين كميات كبيرة من المراتب وتبرّعوا بها إلى المدارس الحكومية القريبة من منطقتهم للمساعدة في توفير المستلزمات الأساسية للنازحين.
فيما اتجه البعض إلى الشوارع لتوزيع المياه على النازحين في سياراتهم، بعدما علقوا لساعات طويلة في ازدحام خانق.
وفي طرابلس أيضاً، غصت طرقات الشمال اللبناني منذ مساء أمس بسيارات النازحين القادمين من الجنوب والبقاع. وتوافد عشرات الشباب من طرابلس لمساعدة القادمين عند مدخل المدينة. كما دعا رئيس بلدية المدينة رياض يمق؛ السكان إلى استقبالهم وتقديم المساعدة لهم، حتى “تقاسم الخبز”، وفقاً لتصريح نقلته الوكالة الوطنية للإعلام.
كما تحوّلت مواقع التواصل إلى منبر لتسهيل الدعم للنازحين، وساهم اللبنانيون عبر حساباتهم في نشر الإعلانات لأرقام منازل عرض أصحابها على النازحين الإقامة فيها مجاناً، أو إعلانات تعرض للإيجار منازل للهاربين من القصف الإسرائيلي بأسعار مخفضة.
المدونون اللبنانيون يدعمون
ناشدت مدونة الطبخ اللبنانية ليلى فتح الله متابعيها على “إنستغرام” المساعدة في تأمين الطعام للنازحين من خلال التبّرع لـ “بنك الغذاء اللبناني”، وهي منظمة لبنانية غير حكومية تساعد على توفير الغذاء للمحتاجين.
بدورها طلبت مواطنتها سارة ياسين توفير المساعدة لكل النازحين من الجنوب والبقاع، لاسيما الذين علقوا في زحمة سير خانقة منذ يوم أمس.
ونشرت في فيديو عبر حسابها على “إنستغرام” الذي يضم 300 ألف متابع، مجموعة من الحسابات المصرفية الخاصة بـ”بنك الغذاء اللبناني” ليتم التبرع من خلالها. كما طلبت بالتطوع بفتح المنازل أو عرض المنازل بسعر إيجار رمزي للمساعدة في إيواء النازحين.
“لنفتح أبوابنا”
كانت ملكة جمال لبنان السابقة ياسمينا زيتون، في صدارة المشاهير المساهمين في مساعدة النازحين، حيث أطلقت عبر حسابها على إنستغرام مبادرة لتأمين بيوت لهم، ناشرة رقم هاتف ورابط لتسهيل تواصل الأشخاص الذين ما زالوا يبحثون عن مأوى. واختتمت منشورها بالقول: “لنفتح أبوابنا”.