تجارة الخطف تزدهر في سوريا

السياسي – بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة على سوريا، في الثامن من الشهر الجاري، وتسلمها قيادة البلاد إثر رحيل حكومة الرئيس السابق بشار الأسد، تصاعدت حوادث القتل والخطف في معظم المحافظات السورية، نتيجة حل كافة القوى الأمنية والشرطية.
ورصدت حوادث خطف وقتل عدة وتواصلت مع أهالي مناطق عدة في سوريا، حيث يقول أبو علي، أحد وجهاء ريف حماة الغربي، إن “سلسلة من عمليات الخطف والسرقة والقتل، شهدتها المنطقة منذ سيطرة إدارة العمليات العسكرية، حيث تعرض عدد من أهالي بلدات ريف حماة وتحديدا منطقة الغاب، لاعتداءات من قبل مسلحين مجهولين، حيث تم تسجيل أكثر من 60 حالة خطف في المنطقة، معظم هذه الحالات يقوم الخاطفون بالتواصل مع ذوي المخطوف، وطلب فدية مالية مقابل الإفراج عنه”.
ويضيف أبو علي، أن “9 شبان من أهالي هذه البلدات، قتلوا من قبل مسلحين مجهولين، حاولوا الدخول الى بعض المنازل لسرقتها، تم اعتراضهم من قبل الشبان، فكان مصيرهم القتل عبر إطلاق النار عليهم بشكل مباشر، في بلدات الرصيف والجيد والعزيزية والشجرة، وعدد آخر من بلدات ريف حماة الغربي”.
أما في محافظة حمص وسط سوريا، تقول مريم إن 4 شبان من عائلتها تعرضوا للقتل بشكل مباشر، بعد توجههم إلى أحد مراكز التسوية، التي أعلنت عنها إدارة العمليات العسكرية في حمص، حيث تم اعتراضهم من قبل مسلحين مجهولين واقتيادهم إلى منطقة الوعر على أطراف مدينة حمص، وإطلاق النار عليهم بشكل مباشر.
وأكدت مريم أن “عددا كبيرا من شبان أحياء الزاهرة وعكرمة ووادي الذهب فُقد الاتصال بهم منذ 4 أيام، ويبلغ عددهم ما يقارب 12 شابا، دون معرفة مصيرهم حتى الآن، بالإضافة إلى قيام مسلحين مجهولين بإحراق عدد من المنازل في تلك الأحياء، وسرقة ممتلكاتها بحجة أنهم موالين لحكومة بشار الأسد، السابقة في سوريا”.
وأكد عبد الله، أحد سكان العاصمة دمشق، تعرضه لمحاولة خطف من قبل مسلحين مجهولين، بعد سرقة سيارته وهاتفه المحمول، ومحاولة اقتياده خارج العاصمة، باتجاه محافظة درعا جنوبي البلاد، لكن حالفه الحظ بالهروب من السيارة بعد وضعه في الصندوق الخلفي، وتمكنه من فتح الصندوق والهروب.
بينما يقول إسماعيل، أحد سكان ضاحية قدسيا بريف دمشق، إن حالات سرقة المنازل وحرقها مستمر لحد اللحظة، دون وجود أي رادع من قبل أي جهة، على حد قوله، حيث تعرض أحد أقاربه لعملية خطف الأسبوع الماضي، انتهت بدفع ذويه ملبغ 15 ألف دولار أمريكي للخاطفين مقابل الإفراج عنه.
بالمقابل، قالت إدارة العمليات العسكرية في سوريا، إنها تلقت مئات البلاغات عن حالات خطف وسرقة وقتل بمختلف المحافظات السورية، وبدأت تحقيقاتها في تلك الحوادث، حيث أكدت أنها تحاول ضبط مثل تلك التجاوزات، والتي اعتبرتها “تصرفات فردية”، لا تعبر عن الحالة العامة في البلاد وسيتم التعامل معها، على حد قولها.
ووجّه أهالي مناطق عدة في محافظات حمص واللاذقية وحماة ودمشق، مناشدات للجهات الأمنية المعنية، لضبط الفلتان الأمني والذي يهدد حياة المئات من العوائل القاطنة في أرياف تلك المحافظات تحديدا.
وسيطرت مجموعة من المسلحين المنتمين إلى “هيئة تحرير الشام” في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، على مبنى التلفزيون السوري في دمشق، وأعلنوا سيطرتهم على البلاد، وسقوط حكومة الرئيس السابق بشار الأسد.

شاهد أيضاً