تحقيقات السابع من أكتوبر – قضية تكشف التدهور السياسي داخل إسرائيل

السياسي – بعد 8 أشهر على أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ما زالت إسرائيل لم تنعم بالهدوء قط، واتسع نطاق الخلافات الداخلية، واشتدت وتيرة المعارك.

وبانتظار نتائج التحقيقات حول هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتحديد مسؤولية الفشل الأمني في ذلك اليوم، يبدأ السياسيون محاولات للتنصل من المواجهة.
فمن ناحيته، يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى سحب صلاحيات تعيين أعضاء لجنة التحقيق في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من رئيس المحكمة العليا، على أن يتولى الرئيس إسحاق هرتسوغ تشكيلَ هذه اللجنةِ، وهو ما رفضه الأخير.

وكشفت مصادر مقربة من رئيس الحكومة أن نتنياهو يعتقد أنه من الممكن المضيُ قدمًا في إنشاء لجنة التحقيق الرسمية، لأن قدرتها على التسبب في ضرر سياسي له ستكون محدودة.

وطالبت المستشارة القانونية لحكومة الاحتلال نتنياهو بتشكيل لجنة تحقيق حكومية في هذا الشأن، معتبرة ذلك أفضل وسيلة للتعامل مع المخاطر الحالية على المستوى القانوني الدولي. إلا أن مسؤولا في مكتب رئيس الوزراء، حذر من تلك المطالبات التي وصفها بالسياسية، بل قال إن هذه الخطوة ستؤدي إلى إسقاط حكومة نتنياهو والليكود.

يتوازى ذلك السجالُ السياسي والقانوني، مع انقسامات داخل المؤسسة العسكرية حول الموضوع نفسه، إذ وجه ضباطٌ انتقادات شديدةً لضباط هيئة الأركان ورئيسها «هرتسي هاليفي» لعدم استقالتهم بعدما أعلنوا تحملَ المسؤولية عن الإخفاق الأمني في عملية طوفان الأقصى.

يأتي ذلك في وقت أعلن جهازُ الأمن العام (شاباك) بدءَ تحقيقات داخلية في وحداته بجبهة الجنوب المكلفة بغلاف غزة خلال تلك الأحداث، وكذلك في ما يتعلق بعمل الجهاز خلال الحرب.
وهكذا تشير قضية التحقيق في هجوم السابع من أكتوبر إلى الحالة الراهنة في إسرائيل، وما قد تسفر عنه مستقبلا.

-رفض الاعتراف

بداية، قال الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، اللواء محمد المصري، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لا يريد الاعتراف بالفشل الاستراتيجي في أحداث طوفان الأقصى.

وأضاف المصري أن إسرائيل فشلت سياسيا وعسكريا، وعلى مدار 8 أشهر أبدى بعض القادة استعدادا لتحمل المسؤولية باستثناء نتنياهو، لأنه يرفض الاعتراف بوجود فشل سياسي.

وأوضح أن نتنياهو يحاول طوال الوقت تحميل المنظومة الأمنية مسؤولية أخفاقات ضربة طوفان الأقصى.

وأشار إلى أن رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة، غولدا مائير سبق وقدمت استقالتها من تلقاء نفسها بعد هزيمة السادس من أكتوبر عام 1973، وأضاف: «نتنياهو لا يمتلك كاريزما القائد الذي يمتلك قوة الاعتراف بالهزيمة أو الفشل».

كما أكد المصري: «إصرار نتنياهو على الاقتحام البري الإسرائيلي لقطاع غزة زاد من الفشل العسكري، واضطر لمواجهة فصائل هو لا يعرف شيئا عنها ولا تسليحها ولا أين ولا كيف تقاتل، لذلك فإن الفشل الإسرائيلي سيكون كبيرًا».

واختتم مؤكدا على أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس باغتت إسرائيل يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

-فشل إسرائيلي

من جانبه، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي سابقاً، مايكل مولوري، إن إسرائيل فشلت على المستوى الاستخباراتي يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك لأن حركة حماس كانت تتدرب على هذا الهجوم قبل أن يتم تنفيذه بكثير.

وأضاف مولوري أن القيادة الأمنية في إسرائيل أخفقت يوم 7 أكتوبر، لافتا إلى أن التحقيق في هذا الهجوم يقلق نتنياهو جدا.

كما أكد أن «إسرائيل عاجزة عن حماية نفسها».

وتابع قائلا: «إسرائيل فشلت فشلا ذريعا يوم 7 أكتوبر ورأينا قتلى وجرحى ورهائن في قبضة حماس، لذلك فإن الشارع الإسرائيلي يعتبر قادته بأنهم عاجزون عن حمايتهم». واستكمل: «لقد راينا نتنياهو وهو يضغط على الحكومة حتى لا يخسر منصبه».

واختتم مولوري بالقول إن نتنياهو سيفعل كل شيء للحفاظ على منصب رئيس الوزراء.

شاهد أيضاً