تحليل سياسي للقاءات سيادة اللواء ماجد فرج في واشنطن مع المسؤولين الامريكيين

المحلل السياسي زيد الايوبي

تحمل زيارة اللواء ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، أهمية استراتيجية بالغة في هذا التوقيت الحساس، إذ تُعد أول تواصل رسمي بين القيادة الفلسطينية وإدارة الرئيس دونالد ترامب، وتشكل نقطة انطلاق لحوار مباشر مع الإدارة الجديدة في لحظة سياسية تعج بالتحولات المتسارعة في المنطقة .

إن اللقاءات التي عقدها اللواء فرج مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وكبار المسؤولين الأمنيين، فضلاً عن مساعدي وزير الخارجية الأمريكي، لم تمر مرور الكرام لدى الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعبّر دائما عن امتعاضه الواضح من هذا الحراك الدبلوماسي الفلسطيني المبكر. فنجاح هذه اللقاءات في فتح قنوات تواصل مؤثرة مع صناع القرار في واشنطن يُربك الحسابات الإسرائيلية ويُفشل مساعيها المتواصلة لعزل القيادة الفلسطينية وتهميشها على الساحة الدولية.

إن الغضب الإسرائيلي من هذا الحراك يُفسر في سياق أوسع، يتمثل في محاولات الاحتلال احتكار العلاقة مع البيت الأبيض، وفرض روايته الأحادية على أجندة الإدارة الأمريكية. لذا، فإن إصرار القيادة الفلسطينية على الانخراط المباشر مع الإدارة الجديدة، خاصة من خلال البوابة الأمنية والدبلوماسية، يُعد بمثابة كسر لحصار سياسي أرادت إسرائيل فرضه على السلطة الوطنية الفلسطينية ، وإفشال مبكر لمشاريع كانت تهدف لتجاوز الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.

وعليه، فإن هذه الخطوة تعكس جاهزية فلسطينية فاعلة للتعامل مع المتغيرات الدولية بوعي ومرونة، وتؤكد أن فلسطين ستبقى حاضرة في قلب المعادلة السياسية، مهما حاولت إسرائيل القفز على الواقع وطمس الرواية.