يشهد الوضع الإنساني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي تدهوراً خطيراً وغير مسبوق، حيث تتصاعد الشكاوى من الأسرى وعائلاتهم، بالإضافة إلى المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، بسبب استمرار سياسات التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي المتعمد.
يؤكد حلمي الأعرج، مدير مركز حريات لحقوق الإنسان، أن المرحلة الحالية تعتبر “من أصعب المراحل التي تمر بها الحركة الأسيرة”، محذراً من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى “كارثة إنسانية حقيقية” تهدد حياة الأسرى.
ويوضح الأعرج أن الاحتلال يمارس تعذيباً منظماً ضد الأسرى، يشمل الاعتداءات الجسدية المباشرة، والتجويع المتعمد، والحرمان من النوم لفترات طويلة، بالإضافة إلى الزج بهم في زنازين ضيقة تفتقر للتهوية، وإجبارهم على النوم على الأرض في غرف مكتظة تفتقر لأبسط معايير الصحة والسلامة.
ويشير إلى أن الاكتظاظ الشديد، بالإضافة إلى انعدام النظافة، أدى إلى انتشار أمراض جلدية خطيرة بين الأسرى، وعلى رأسها الجرب، مع وجود إهمال طبي متعمد ونقص حاد في الرعاية الصحية والأدوية اللازمة لعلاجهم.
ويضيف مدير مركز حريات أن سلطات الاحتلال قامت بتشديد الإجراءات القمعية منذ السابع من أكتوبر، حيث زادت ساعات التنكيل اليومي بالأسرى، ومنعت إدخال الملابس الشتوية والبطانيات، وحرمت العديد منهم من شراء احتياجاتهم من الكانتين، مما تسبب في خسارة كبيرة في أوزانهم وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الناتجة عن سوء التغذية والبرد الشديد.







