تراجع الفكر الصهيوني بعد 7 اكتوبر تحليل سميولوجية الفكرة

د.صالح الشقباوي

نجحت الفكرة الصهيونية بفرض شروط وجودها كقائدة وطليعة للعالم اجمع، حيث خلقت كائنات وظيفية تنفذ مشاريع واهداف الحركة الصهيونية التوراتية والتلمودية التي تؤكد شرعية اليهود في السيطرة على ثروات وشعوب العالم و تعطي اليهودي الحق في استعباد الاخر الإنساني وتكوينه الاجتماعي وبنيات أنساقه الفكرية والسسيولوجية والانثربولوجية من هنا يتأكد لنا أن 7 اكتوبر قد أطاح بهذا الفكر التأسيسي الصهيوني العالمي ومنع اليهودي حقيقة من الاستناد على حارسة بقائه كقوة عالمية دولة اسرائيل التي نزعت منها المقاومة قدرتها في التفوق والانتصارات السريعة واكدت ان اسرائيل كائن يمكن هزيمته وان الصهيونية بدأت بالتفكك داخليا وتنقض على نفسها وتدمر مشروعها الدولي الذي ولد بعد الحرب العالمية الثانية (محكمة العدل-مجلس الامن-الامم المتحدة) وانهيار المشاريع الصهيونية التي ولدت في زمن الحرب الباردة لأن المنظومة الغربية بعد 400 سنة من ولادتها تعيش زمنا استثنائيا في حياتها بعد ظهور طرف شرقي منافس وصاعد في حركة تنافسية جدلية لهذا الغرب وانساقه ادى الى فرض تغيير ليس في داخل المنظومة الغربية بل داخل بنيتها الحضارية وللاسف اقول وبصوت عالي ان البعض من العرب لا يصدقون ويرفضون الإيمان بفكرة انهيار الغرب وتفككه من الداخل وان التغيير يمس داخل البنية الحضارية الامريكية المستجدة وقد كان لبروز الصين وتخليها عن فلسفة الدفاع وحضورها لمواضع متقدمة في الهجوم وصمود روسيا في حرب اوكرانيا ضد الغرب الاوروبي سيغير النظام الدولي ويعيد بنيية ه ويجعل العرب ايضا اخر الواصلين الى القناعة بأن المنظومة المركزية الامريكية المتسيدة قد هزمت وقريبا ستأخذ الصين الراية العالمية وتغرسها على قبر كونفوشيوس وفلسفته الانسانية الاسيوية وبذلك يكتب عنوان للهزيمة التراجيدية الكبرى التي ستعيشها فلسفة ويليام جيمس وهذا يؤدي بالضرورة الى انتهاء دورة حضارية غربية شاخت وهرمت وبداية دورة حضارية جديدة اهم ما يكيزها وجهها اللسيوي وفلسفتها الانسانية الملتزمة بقضايا الانسان والعدل والمحبة اذا الغرب ومعه امريكا يعيشان حالة انهيار منظومة تفوقهم العسكري والحضاري والمادي وهذا ما ينطبق كليا على دولة اسرائيل التي فقدت قوة ردعها وهيمنتها وسيطرتها على ارادات الكثير من الكائنات السياسية الشرق اوسطية وهذا ما يؤكد رؤيتي بأن الهزيمة مزدوجة للكائن الغربي والكائن الاسرائيلي بزعامة الماسونية العالمية.