من يتابع السياسة الأمريكية بعهد الرئيس ترامب يخلص إلى أنه يقود حربا على العدالة وحقوق الإنسان ومن أبلغ النماذج ما نلمسه من سياسات وتصريحات وإجراءات منذ بداية عهده الحالي تتناقض كليا ما كان يبشر به إبان حملته الإنتخابية من إحترام للعدالة والمساواة وإنهاء للحروب في العالم والتي إنهارت جميعها بالممارسة العملية على أرض الواقع فالحروب التي وعد بإطفاءها لا زالت مشتعلة :
▪︎ إما بقرار امريكي كما هو واقع بحرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة بوحشية لم يسجلها التاريخ التي يشنها الكيان الإستعماري الإسرائيلي الإرهابي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية .
▪︎ او لفشله مع قوى كبرى كروسيا في الحرب الروسية الاوكرانية .
بل عمل على النقيض من ذلك بإشعال حروب جديدة بتمكين ودعم امريكي كامل إما مباشرة او عبر وكيله ” إسرائيل ” كما حصل ويحصل من عدوان وإحتلال لاراض في سوريا ولبنان .
معان السياسة الترامبية :
للحكم على سياسة الرئيس ترامب يدور تساؤل على نطاق واسع على الساحة العالمية بمدى توافق او تعارض سياساته وقراراته ونهجه مع :
اولا : اهداف ومبادئ وميثاق الأمم المتحدة ؟ .
ثانيا : مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللعهود والمواثيق والإتفاقيات الدولية ؟ .
ثالثا : الإضطلاع بمسؤولياتها وواجباتها بترسيخ الأمن والسلم الدوليين كدولة دائمة العضوية بمجلس الأمن؟.
رابعا : إعلاء قيم الحرية والعدالة وتقرير المصير للشعوب دون إزدواجية وإنتقائية ؟ .
خامسا : إحترام العدالة الدولية وإستقلاليتها ممثلة بمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ؟ .
سادسا : إنقاذ الإنسانية من ويلات الحروب وما يعنيه ذلك من ضمان حماية الدول والشعوب الضعيفة عسكريا كالشعب الفلسطيني من القوى العدوانية المارقة كالكيان الإسرائيلي الإرهابي الإستعماري الإحلالي الرافض لإنهاء إحتلاله لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا ؟ .
إذن نخلص وفقا للقواعد أعلاه فإن قرارات ترامب بدعم إستمرار الإحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإستخدام الفيتو المتكرر برفض الإعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة عاملة بالأمم المتحدة ورفض وقف إطلاق النار في قطاع غزة ورفض رفع الحصار الشامل عن المدنيين الفلسطينيين والإنسحاب من قطاع غزة والضفة الغربية والإستمرار بتزويد إسرائيل بكل إمكانيات ومقومات القوة العسكرية والسياسية والإقتصادية والتكنولوجية وتبرير إدامة إحتلالها وجرائمها بذريعة الأمن و الدفاع عن النفس خلافا للمادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة وتمكينها الإفلات من تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة والإفلات من المساءلة والعقاب وممارسة الضغوط وفرض العقوبات على محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وقضاتها وعلى الدول التي تفكر او تدعوا لتنفيذ مذكرة مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف نتنياهو وغالنت كمتهمين بإرتكاب جرائم حرب وإبادة ووقف التمويل للاونروا وإتهامها بدعم الإرهاب ومعاداة السامية والصمت على إسرائيل لإتهامها الأمم المتحدة بمعاداة السامية ودعم الإرهاب وتمزيق ميثاق الأمم المتحدة تتناقض كليا مع المبادئ والمعايير أعلاه مما يؤدي إلى تقويض الأمن والسلم الدوليين وزعزعة الأمن والإستقرار بإقصاء للحق والعدل والمساواة وإستهداف للإنسانية وتسييد لشريعة الغاب .
ترامب وجائزة نوبل للسلام :
بناءا على ما تقدم فإن معايير حصول الرئيس ترامب على جائزة نوبل للسلام غير متوفرة ولا يمكن ان تتوفر في ظل إستمرار نهجه وسياساته بنفس الوتيرة والإنقلاب على ما ورد أعلاه من معايير ومبادئ وما مسرحية مجرم الحرب نتنياهو بتقديمه للرئيس ترامب ورقة ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام إلا ارخص وابشع وجوه النفاق بل ان هذا النفاق يحرم ترامب من فرصة نيل الجائزة فيما لو إنطبقت المعايير عليه لأن من قدم الترشيح شخص مدان شعبيا وحقوقيا على الساحة العالمية بإرتكابه افظع جرائم الإبادة والتطهير العرقي ومطلوب للعدالة الدولية بموجب مذكرة مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب إرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبوتيرة اقل حدة بالضفة الغربية وقلبها القدس .
الإنتصار لفرانشيسكا :
فرانشيسكا البانيز رمز للإستقلالية ورفض الإنصياع للإدارة الأمريكية وايقونة للدفاع عن العدالة والإنسانية ولتعرية مجرمي الحرب الإسرائيليين ومن يدعمهم الممعنين بإستمرار إرتكاب مختلف اشكال الجرائم المعاقب عليها دوليا تعرضت سابقا ولم تزل حاليا تتعرض لحملة إستهداف همجية ممنهجة بفرض عقوبات ومطالبات بإنهاء عملها كمقررة خاصة لحقوق الإنسان بالاراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الإدارة الأمريكية واداتها الكيان الإستعماري الإسرائيلي لإنتصارها لحقوق الشعب الفلسطيني وتنديدها بكافة اشكال الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين دون اي افق لوقفها ” إبادة وتطهير عرقي وحرب وضد الإنسانية ” إعمالا وتجسيدا لقيم ومبادئ الحرية والعدالة والإنسانية وإعلاء سمو حقوق الإنسان والعهود والمواثيق والإتفاقيات الدولية وللقانون الدولي الإنساني دون إزدواجية وإنتقائية في صورة من أبهى صور الإخلاص لمهامها وواجباتها ومبادئها مما تستحق منا كتابا وسياسيين ومفكرين وحقوقيين ومؤسسات مجتمع مدني ودول حرة الإنتصار لها ودعمها بمواجهة العنجهية الامريكية وتشكيل جبهات دعم لها كرمز للدفاع عن الحق والعدل والإنسانية وحقوق الإنسان وتبني إيصالها لنيل جائزة نوبل الذي تستحقه بشرف …
اما الرئيس ترامب عليه رفض ترشيح نتنياهو وإلا ستطاله تهمة الشريك الفعلي لمجرم الحرب نتنياهو بإرتكاب جرائمه….
أليس من المفروض ان يعمل ترامب لإعادة امريكا عظيمة ثانية … الإنحياز لإسرائيل ودعم جرائمها ووحشيتها الطريق السريع لكسب عداء شعوب العالم الحرة وافول نجم قيادتها للعالم ….
تمكين الشعب الفلسطيني من الحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس السبيل القويم امام ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام وتخليد إسمه بانه الرئيس الوحيد الذي إنتصر للسلام ونبذ الإستعمار وضمن كفالة حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير أسوة بباقي شعوب العالم… فهل سيتوقف الرئيس ترامب بحربه على سيادة مبدأ الحق والعدالة وحقوق الإنسان … وهل سيبقى العالم صامتا متفرجا على حرب ترامب بهدف تقويض العدالة وحقوق الإنسان … ؟ !
