ترامب سأل: هل ستنجح قنابل الاختراق العملاقة في تدمير منشأة فوردو؟

في الصورة: قنبلة MOP هي واحدة من أقوى الأسلحة غير النووية في العالم، وقادرة على اختراق عمق يصل إلى 60 متراً. لا تمتلك إسرائيل قاذفات قادرة على حمل قنبلة MOP — ولم تقم الولايات المتحدة مطلقاً ببيع هذه القنبلة لأي دول أخرى.

باراك رافيد
موقع واللا

قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس ترامب سأل مستشاريه العسكريين بشكل محدد عما إذا كانت قنابل اختراق التحصينات العملاقة قادرة حقًا على تدمير منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو. كبار مسؤولي البنتاغون أبلغوا ترامب أنهم واثقون من نجاحها، لكن من غير الواضح إن كان اقتنع تمامًا.

لماذا هذا مهم:
شكوك ترامب بشأن مدى نجاح هذا الهجوم تُعتبر من العوامل التي جعلته مترددًا في اتخاذ قرار بشأن شن ضربة عسكرية.

الصورة الأوسع:
بحسب مسؤولين أمريكيين، يريد ترامب التأكد من أن أي هجوم على إيران سيكون ضروريًا حقًا، وألا يؤدي إلى انجرار الولايات المتحدة لحرب طويلة في الشرق الأوسط، والأهم من ذلك – أن يُحقق الهدف المنشود: تدمير برنامج إيران النووي.

قال مسؤول أمريكي:
“نحن مستعدون لضرب إيران. لكننا لا نزال غير مقتنعين أن ذلك ضروري. ونرغب في ألا نُضطر لذلك. لكن الرئيس لم يقتنع بعد أننا مجبرون على ذلك”.

في صلب الموضوع:
إذا قرر ترامب الانضمام إلى الحرب، فمن شبه المؤكد أن الهدف سيكون منشأة فوردو الواقعة داخل جبل جنوب طهران. هذا هو الهدف الأول على قائمة الأهداف الإسرائيلية.
لكن إسرائيل لا تملك القنابل الخارقة للتحصينات التي تزن 15 طنًا اللازمة لتدمير الموقع من الجو، ولا تمتلك الطائرات الشبح B-2 القادرة على حملها.
في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة كِلا العنصرين، وفي مدى الطيران من إيران.

في إسرائيل يخشون أنه إذا نجت منشأة فوردو من الحرب – فإن برنامج إيران النووي سينجو معها.

قال ترامب يوم الأربعاء عندما سُئل عن ضرورة تدمير فوردو:
“نحن الوحيدون الذين يمتلكون القدرة على القيام بذلك – لكن هذا لا يعني أنني سأفعل”.
“الجميع يسألني عن ذلك، لكنني لم أتخذ قرارًا بعد”.

خلف الكواليس:
سأل ترامب مستشاريه العسكريين ما إذا كانت القنبلة المعروفة باسم MOP (Massive Ordnance Penetrator) قادرة فعلًا على تدمير فوردو، حسب ما قال مسؤول أمريكي.
وقد أبلغه كبار البنتاغون بأنهم واثقون من نجاحها – لكن لا يبدو أن ترامب اقتنع تمامًا.

لم يُستخدم هذا النوع من القنابل في ميدان المعركة من قبل، رغم خضوعه لسلسلة من التجارب خلال التطوير، وفقًا لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين.

قال مسؤول أمريكي: “القنبلة الخارقة للتحصينات ستنجح. ليست هناك مشكلة في القدرة. لدينا القدرة. لكن هناك خطة كاملة لهجوم محتمل – ليس الأمر ببساطة أن نرمي القنبلة ونُعلن النصر”.

وأضاف: “هدفنا النهائي بسيط: ألا يكون هناك سلاح نووي. قد يكون لدى الإسرائيليين هدف مختلف. ونحن مستعدون – إذا كان ذلك في حدود المعقول – لتنفيذ ضربة جراحية، ربما، إذا لزم الأمر، وإذا رأى الرئيس أن ذلك منطقي وفعّال”.

الطرف الآخر: يرى مسؤولون إسرائيليون أن ترامب سيتخذ في نهاية المطاف قرارًا بشن ضربة أمريكية، لكنهم يؤكدون أن إسرائيل يمكنها إلحاق ضرر كبير بمنشأة فوردو حتى لو اضطرت للعمل بمفردها.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والسفير في واشنطن يحيئيل لايتر لمحا مؤخرًا في مقابلات إلى أن لدى إسرائيل خيارات تتجاوز الضربات الجوية.

إحدى هذه الخيارات هي عملية كوماندوز خطيرة. فقد نفذت قوات خاصة إسرائيلية عملية كهذه في سبتمبر الماضي – على نطاق أصغر – ودمرت مصنع صواريخ تحت الأرض في سوريا باستخدام متفجرات.

الآن، ومع سيطرة إسرائيل الكاملة على المجال الجوي الإيراني، وتوجيهها ضربات قاسية للجيش الإيراني، فإن هذا الخيار يبدو أقل تطرفًا مما كان في السابق.

وقال مسؤول أمريكي إن الإسرائيليين أخبروا إدارة ترامب أنهم ربما لن يستطيعوا الوصول إلى عمق الجبل بالقنابل – لكن “ربما يستطيعون ذلك بالمقاتلين”.

المشهد الحالي: في الأيام الأخيرة، وبينما يتردد ترامب في قرار الانضمام إلى الحرب، واصل مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف التواصل مباشرة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي – بحسب مسؤولين أمريكيين ومصدر آخر مطّلع.

قال مسؤول أمريكي:
“نواصل عرض التفاوض: ‘دعونا نتحدث’. في بعض الأيام يقول ستيف [ويتكوف]، ‘اتصلوا بي. إنهم يريدون التحدث’. وفي أيام أخرى يقول، ‘لم يردوا’. لكننا لا نستسلم لذلك”.

من المتوقع أن يلتقي وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يوم الجمعة في جنيف مع عراقجي – حسبما أفاد مصدر مطّلع.

وقال مسؤول أوروبي إن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي تحدثت الأربعاء مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وأطلعته على الاجتماع المرتقب مع وزير الخارجية الإيراني.

عقد ترامب يوم الأربعاء اجتماعًا آخر مع فريقه الأعلى للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض بشأن الحرب بين إسرائيل وإيران.

وقال مسؤول أمريكي بعد الاجتماع: “صبر الرئيس ينفد مع مرور كل دقيقة. الساعة تدق – جميع الخيارات على الطاولة”.

وفي حديثه مع الصحفيين قبل الاجتماع، قال ترامب إنه لم يتخذ قرارًا بعد بشأن ضرب إيران، لكنه أكد أنه لم يغلق الباب أمام حل دبلوماسي.

ما التالي:  يقول مسؤولون أمريكيون إن ترامب يعتقد أن الحفاظ على الغموض بشأن قراراته يزيد من الضغط على إيران.
وقال الرئيس يوم الأربعاء: “لدي أفكار، لكنني أحب اتخاذ القرار في اللحظة الأخيرة”.