ترامب في مأزق – كيف تحوّلت فضيحة سيغنال إلى زلزال

السياسي – في واحدة من أكثر التسريبات إثارة للجدل داخل أروقة الإدارة الأميركية.. كشفت محادثات سرية بين كبار مسؤولي إدارة ترامب حول توجيه ضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن.. المثير أن هذه التسريبات لم تأتِ من اختراق إلكتروني معقد بل من خطأ كارثي أدرج صحفياً عن طريق الخطأ في محادثة مغلقة على تطبيق “سيغنال” المشفر.

كشف مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي لموقع بوليتيكو أن ترامب بات محبطاً بسبب “تجاوزات” نائبه وأنه قد يحمّل مستشار الأمن القومي ووزير دفاعه مسؤولية التسريبات الحساسة.

وفقاً لمجلة “ذا أتلانتيك” استمرت المحادثات المشفرة لأيام وتضمنت تفاصيل حساسة حول الأسلحة والأهداف والتوقيت.. الصحفي الذي دُعي بالخطأ إلى المحادثة رئيس تحرير المجلة جيفري غولدبرغ لم يكن يصدق ما يراه أمامه من معلومات مصنفة بالغة السرية حتى بدأت القنابل تتساقط على اليمن.
وعندما سُئل الرئيس ترامب عن التسريبات أجاب بأسلوبه المعتاد: “لا أعرف شيئاً عن ذلك.. لست من معجبي مجلة أتلانتيك” لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أكد صحة المحادثات ما جعل الأمر أكثر تعقيداً و إحراجاً لترامب خاصةً أن التسريبات لم تكشف فقط تفاصيل الضربات بل سلطت الضوء على انقسامات حادة داخل الإدارة الأميركية بشأن توقيت العملية وجدواها.

نائب الرئيس جي دي فانس حذر من أن الضربات قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وتضر بالمصالح الأميركية بينما أصر وزير الدفاع بيت هيغسيث على تنفيذ العملية فوراً خوفاً من تسريبات قد تُظهر الإدارة بمظهر “متردد”.

أما صحيفة “التيلغراف” البريطانية فلم تتردد في تسليط الضوء على التداعيات، مشيرةً إلى أن هذه الفضيحة الأمنية قد تجعل حلفاء واشنطن يعيدون التفكير ملياً قبل مشاركة أي معلومات استخباراتية حساسة مع إدارةٍ تُسرَّب داخلها أسرار الحرب عبر خطأ في دعوة محادثة ويتصرف كبار مسؤوليها بهذه الطريقة.

في المقابل رغم الفوضى التي أحدثتها التسريبات تتواصل الضربات ضد الحوثيين.. بينما تظل تداعيات هذه الفضيحة مفتوحة على الاحتمالات جميعها بدءاً من تحقيقات رسمية قد تهز أركان الإدارة الأميركية.