أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمطالبتة الرئيس المصري وملك الأردن باستقبال الفلسطينيين الموجودين في غزة بصفة مؤقتة وقد تكون دائمة إستعدادا لتفريغها لإعادة إعمارها جدلا كبيرا وإستياء وموجة من الرفض والغضب في كثير من الدول العربية الرافضة لتهجير الفلسطينين خارج أرضهم بإعتبار أن تهجيرهم ينهي القضية الفلسطينية ويمنع قيام دولة فلسطين، وقد أثار ترامب الجدل قبلها بتصريح عن تهجير الفلسطينين من غزة إلي أندونيسيا
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمعروف برجل الصفقات قد أثار جدلا كبيرا قبيل إنتخابة بتصريح عن مساحة إسرائيل وقال ترامب متسائلا في كلمته أمام الجالية اليهودية في حدث لإطلاق
” تحالف أصوات يهودية من أجل ترامب” في أمريكا هل هناك طريقة للحصول على المزيد من الأراضي لإسرائيل لأنها “صغيرة” على الخريطة بالمقارنة مع الدول الأخرى في الشرق الأوسط..؟
فيما أعتبر هذا التصريح هو صفقة ترامب مع الجاليه الصهيونية بالولايات المتحده الامريكية في حال فوزه في الانتخابات الأمريكية بتنفيذ أحلام إسرائيل والصهيونية العالمية بتوسيع خريطة إسرائيل في الشرق الأوسط لتشمل إبتلاع غزه والضفة وأجزاء من سوريا ولبنان والأردن ومصر فيما يعرف ب ” أسرائيل الكبري ”
وكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أعلن أنسحابه من الترشح لانتخابات الرئاسه القادمه ،وإحلال نائبته كامالا هاريس مكانه كمرشحة للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسيه التي فاز فيها دونالد ترامب ، وبإنسحاب بايدن تنتهي مرحله من مراحل التمهيد والأعداد ل “صفقة القرن ” التي بدأت في عهد ترامب لتأتي المرحله الأهم وهي “التنفيذ” ،لذا كان متوقعا عودة ترامب مره أخرى الي البيت الأبيض لإستكمال ما بدأه مع صهره جاريد كوشنر.
ترامب لا يكتفي بتأييد إسرائيل سياسيا وعسكريا فحسب ،بل يؤيدها لأسباب عقائدية ودينية فاليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يعمل على إقامة “إسرائيل الكبرى”، وطرح رؤيته التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينيه تماما، وتهجير سكانها والتي بدأت بحرب غزه وتبني خطط مثل “الوطن البديل”للفلسطينيين عن طريق تهجيرهم، وخطة “الإمارات السبع” الإسرائيلية التي تقوم على فك وإعادة السلطة وتقسيم الأماكن التي تسيطر عليها السلطه، لكي تصبح فقاعات أو تجمعات ناطقة بالعربية عدة داخل الضفه يسهل التحكم بها
فعمليا أنهت اسرائيل كامل خططتها ضد حماس ولكن بقيت بعض اللمسات الاخيرة لتحقيق هدفها بإعادة ما تبقى من الإسري الاحياء وجثث الاموات ، اما غزة فستكون على مرمى مرحلة جديدة ما بين التهجير والإعمار غير المرتبط بالفلسطينيين مع قوات متعددة الجنسيات تقودها أمريكا وسيصبح لدى امريكا ولاية جديدة في الشرق الاوسط وقاعدة عسكرية في غزة مع إقتطاع شمال غزة لتكون منطقة عازلة.
وبالنسبة للضفة الغربية فقد انتهت فيها القضية الفلسطينية لتتحول إلى قضية اقتصادية لتجمعات سكانية ناطقة بالعربية فيما يطلق عليه ” يهودا والسامرة” وسيضخ اموال واستثمارات فيها وستكون اوروبا وامريكا والسعودية حاضرة فيها والمخطط أن تكون السيادة للكيان الصهيوني مع وجود إدارة خدماتية لوجستية وربما يتبؤها فلسطينيون من حملة الهوية الاسرائيلية اي من القدس او عرب 48.
كما أن ترامب سوف يشجع إسرائيل على تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن وأوروبا وأمريكا وغيرها من الدول ،حتى تستكمل الحركة الصهيونية تحقيق هدفها في إقامة دولة يهودية نقية بأقلية فلسطينية مفككة ،مما يمنع استمرار وجود حوالي 7 مليون فلسطيني على أرض فلسطين بما يهدد إسرائيل اليهودية.
كما سيدفع ترامب تطبيع إسرائيل مع الدول العربيه وخاصة السعوديه إلى منتهاه كما سيمضي في العقوبات والعداء ضد إيران وقد يصل إلى شن حرب ضدها وهذا ما تريده أسرائيل في هذه المرحلة
وهو تكسير أذرع أيران في المنطقه بالقضاء علي حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق ثم قطع رأس الاخطبوط في طهران والقضاء عليها .
تصريح ترامب بمطالبتة للرئيس المصري وملك الأردن بإستقبال اللاجئين الفلسطينيين ليس هدفة إستيطان الفلسطينيين بمصر والأردن ولكن قد تكون مرحلة مؤقتة لحين توزيعهم في باقي دول العالم وعلي رأسهم أوروبا وأمريكا بحيث تكون مصر والأردن بمثابة
” ترانزيت ” لذلك قال في تصريحة علي مصر والأردن أن تستقبل الفلسطينيين في غزة بصفة مؤقتة أو قد تكون دائمة وهو يعني أن مصر والأردن قد تكون
بوابة العبور للفلسطينيين في غزة إلي أوروبا أو أمريكا فربما يتم إحلال الفلسطينيين في أوروبا مكان السوريين ولكن ليسو كلاجئين وانما كمواطنين في الدول التي سيتوجهون اليها لمنع عودتهم الى غزة مرة أخرى .
وستكون الولايات المتحدة الأمريكية علي رأس هذه الدول لإستقبالهم، لذلك تم إسقاط النظام السوري حتي لا يكون هناك مبرر لوجود السوريين وستبدأ الدول بإعادة اللاجئين إلى سوريا لعدم وجود مبرر لوجودهم ومن ضمنهم الاردن وتركيا ومصر أما لاجئي أوروبا من السوريين فسيتم إجبارهم على مغادرة أوروبا ومن حصلوا على الجنسيات بعد الحرب سيتم التعامل معهم بحذر وربما سن قوانين لايجاد صيغة لسحب الجنسيات ممن لا تتوافق معهم الشروط وإعادتهم إلى سوريا ليحل محلهم اللاجئين الفلسطينيين ولكن كمواطنين بحيث لا يعودوا مرة أخري إلي غزة .
لذلك ظهرت حقيقة الخطة الأمريكية الإسرائيلية والهدف من حرب غزة وهو تهجير الغزيين هذا هو هدف الحرب الحقيقي وليس القضاء علي حركة حماس كما تدعي إسرائيل وأمريكا منذ بداية الحرب على غزة، فالقضاء علي حركة حماس لم يكن يحتاج إلى حرب طويلة الأمد. فالحصار الاقتصادي على حماس وترك سكان غزة في مواجهة مباشرة مع واقعهم الاقتصادي والاجتماعي كان كفيلاً بإنهاء سيطرة الحركة علي القطاع، إضافةً إلى ضربات جوية محدودة وتدمير البنية التحتية لمؤسساتها، كان يمكن أن يقضي علي حركة حماس دون تكبد هذا الثمن الفادح من الأرواح والتدمير .
لكن ما يحدث الآن يشير إلى خطة أعمق تتجاوز إنهاء حماس، إذ تستهدف تغيير خارطة الشرق الأوسط وفرض معادلات جديدة. يبدو أن الهدف الحقيقي هو تمهيد الأرضية لفرض الحضور الأمريكي والإسرائيلي بشكل دائم في المنطقة، وربما إنشاء مقر استراتيجي للأمريكان في غزة يخدم أهدافهم في الشرق الأوسط والعالم.
المخططات تشير إلى محاولة إجبار مصر والأردن على قبول الغزيين كلاجئين مؤقتين على أراضيهما. و قد يكون ذلك عبر نسج سيناريو لتبرير فتح المعابر، بالتزامن مع تكثيف الضربات الجوية على قطاع غزة، مما يدفع السكان للخروج بحثاً عن الأمان لكن يبقي السؤال المهم هل لدى مصر والأردن القدرة على رفض هذا السيناريو..؟؟
في الواقع الخيارات أمام الدولتين محدودة فرفض استقبال اللاجئين قد يؤدي إلى تهديد أمريكا لهذة الأنظمة بقلب الطاولة على الأنظمة الحاكمة فيهما من جهة، ويمكن أن تواجه مصر خطر تفعيل المعارضة الداخلية لإضعاف النظام بينما قد يواجه الأردن تهديداً بإنهاء العرش الهاشمي، فضلا عن إستحدام الوضع الأقتصادي كورقة ضغط علي النظامين المصري والأردني فمن المتوقع أن تقدم الدول الكبرى حزم دعم مالي لمصر والأردن إضافة إلى وعود بحماية النظامين الحاكمين من أي تهديد داخلي أو خارجي مقابل القبول المؤقت بإستضافة اللاجئين الفلسطينيين .
لكن يبقى السؤال الأهم : هل هذا “الحل المؤقت” سيصبح دائمًا كما حدث مع قضايا لجوء سابقة..؟؟ نعم قد يصبح حلا دائما فهذه الحرب ليست مجرد صراع بين إسرائيل وحماس، بل هي خطوة استراتيجية ضمن خطة أوسع تهدف إلى إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية طويلة الأمد للقوى الكبرى.