إعتقد الرئيس ترامب أنه وعبر تصريحاته الطنانة بقادر على أن يجعل من إيران وغزة تجثوا رعبا على ركبها، فمن الجحيم في غزة، إلى الدمار والدم في إيران، إلا أنه يفضل المسار الدبلوماسي، رغم وجود مسار آخر هو لا يُحبذه وهو يعتقد ان الإتفاق غير ممكن مع إيران
الرئيس ترامب ومنذ حملته الانتخابية أشار بما لا يدع مجال للشك بأنه يبحث عن نصر غير مشكوك فيه لإسرائيل ويبحث عن توسيع مساحة إسرائيل، لذلك نرى ان التماهي مع إسرائيل في كثير من الملفات لم تتوقف على الرغم من الحديث الإعلامي من ان الرئيس ترامب سئم نتنياهو وأنه طلب منه إنهاء الحرب على غزة بسبب استنفاذ الاهداف وفق فضائية الجزيرة، لكن الحقيقة أنه تآمر مع نتنياهو لوقف مؤقت للحرب للتفرغ لملف النووي الإيراني، حتى ان رئيس هيئة الأركان إيال زمير قال قبل عدة ايام انه مع صفقة في غزة للتفرغ للملف الإيراني
الرئيس ترامب اراد ان يُجرب الطريقة الدبلوماسية لتحقيق النصر الكامل لإسرائيل إن كان في غزة أو في إيران، في غزة يدعم ويتبنى موقف نتنياهو في عدم الذهاب لوقف دائم لوقف إطلاق النار بل اكثر من ذلك يرى الامريكي انه دون استسلام حركة حماس لا وقف للحرب، وبما يتعلق بإيران فالقضية كلها مرتبطة بالتخصيب اولا وتفكيك اجهزة الطرد المركزي ثانيا ورفع العقوبات التدريجي ثالثا، لذلك عندما ردت إيران وفق خطوطها الحمراء، قال ترامب: “إنهم متشددون ويطرحون ما لا يمكن قبوله”، وهنا يشير للموقف الإسرائيلي الذي يدعمه ولن يبتعد عنه
إذا كل القصة أصبحت واضحة، امريكا هي الجزرة، وإسرائيل هي العصا، وحيث ان الجزرة لم تحقق شيء، جائت مكالمة الأربعين دقيقة لكي تشير لما بعدها وفق التالي:
اولا- إشارة للجانب الإيراني بأن الامريكي لا يستطيع منع إسرائيل من توجيه ضربه لها إذا لم توافق على الورقة الأمريكية
ثانيا- تنسيق بين الطرفين وتوافق على كيفية التعامل القادم مع إيران وغيره من الملفات
ثالثا- الرئيس ترامب بإعتقادي ابلغ نتنياهو أن لا حل ممكن مع الجانب الإيراني بسبب رفضه لمقترح “لا تخصيب على الأرض الإيرانية”
رابعا- اعتقد ان نتنياهو ابلغ الرئيس ترامب بأن إسرائيل جاهزة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، وتنتظر فقط إعلان فشل المفاوضات بسبب الموقف الإيراني، وبالتأكيد أشار للرئيس ترامب بأن النظام في إيران يتلاعب فيه عبر المفاوضات، كونه لن يقبل التخلي عن برنامجه النووي
خامسا- الرئيس ترامب كما يبدو يريد مقايضة ملف غزة بالملف الإيراني، لذلك دعا نتنياهو لإنهاء الحرب، ويبدو أن معنى إنهاؤها هو عدم الوقوف امام بعض الصياغات في الإتفاق المقترح لأنها لن تكون ملزمة، وهناك تجربة إتفاق يناير/كانون ثاني، أي أن الضمانات الأمريكية ملزمة للدول وليس لمنظمات موضوعة على لائحة الإرهاب
ختاما، إسرائيل نعم أعدت العدة وهي جاهزة لتوجيه ضربتها العسكرية لإيران وهي تنتظر فقط ظهور الدخان الاسود من المفاوضات الأمريكية الإيرانية، ومن لا بزال يعتقد غير ذلك عليه ان لا يُجرب المجرب، عندما لم يسعفه تفكيره وتقديره بأن التحديثات الأمنية ما بعد السابع من تشرين/أكتوبر ترسخت في عقلية القوة ومزيد من القوة، وأن فرصة السابع من تشرين/أكتوبر يجب إغتنامها بفرض ما يسمى السلام بالقوة وإحداث التغيير الجيو سياسي الذي يتغنى به نتنياهو
إسرائيل في تقديرها بان محور المقاومة ضعف، والدفاعات الجوية الإيرانية تم تدميرها وفق حديث وزير الدفاع السابق “يؤاف غالانت”، وأن الفرصة قائمة لتوجيه الضربة ويجب إغتنامها خاصة انهم يرون أن حزب الله الذراع الإستراتيجي الضارب قد تم بالحد الأدنى إضعافه وأصبحت إيران بلا أذرع قادرة على إسنادها، عدا عن الطامةالكبرى المسماة سوريا التي أصبحت رسميا في خانة الأعداء وأصبح بإمكان إسرائيل إستخدام أجواءها بلا عوائق
أخيرا ما قامت به إيران من زلزال إستراتيجي إستخباري عقًد المشهد كثيرا امام الامريكي والإسرائيلي، لأنهم فهموا حقيقة الموقف الإيراني الذي يتعامل بندية، اي أن التفكير بجعل إيران دولة كما جيرانها ليس فقط غير ممكنة بل مستحيلة في طببعة النظام القائم، وعليه فقضية توجيه الضربة العسكرية لإيران اصبحت مسألة وقت لا اكثر، والوقت كما يبدو ليس ببعيد، ومن تابع الفيديو الذي وزعه نتنياهو وهو يتحدث مع إبتسامة كبيرة يستطيع ان يقدر بأن القصة كلها إيران، خاصة أن الحريديم قالوا: “سنصوت لحل الكنيست إلا إذا كان هناك تطورات أمنية