السياسي – قال أور شاكيد، مراسل صحيفة “إسرائيل اليوم” في الولايات المتحدة، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألقى خطابا لافتا مساء الثلاثاء–الأربعاء، خلال حفل الاستقبال الرسمي الذي أقيم في البيت الأبيض بمناسبة عيد الأنوار (حانوكا)، حذّر فيه من تصاعد ما وصفه بـ”موجة حادة من معاداة السامية” داخل الولايات المتحدة، ومن تراجع الدعم لإسرائيل داخل أروقة الكونغرس، إضافة إلى انتشار ظاهرة إنكار هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأكد ترامب، في كلمته، التزامه بـ”الشعب اليهودي وأمنه”، موجها رسائل سياسية وأمنية مباشرة إلى حركة حماس، وكذلك إلى أطراف سياسية أمريكية قال إنها باتت معادية للاحتلال.
واستهل الرئيس الأمريكي خطابه بالإشارة إلى الهجوم المعادي للسامية الذي وقع خلال عيد الأنوار في مدينة سيدني الأسترالية، واصفا إياه بأنه “هجوم معاد للسامية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وأضاف ترامب أن “على جميع الدول أن تتحد ضد قوى الإرهاب الإسلامي المتطرف”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “تشارك في الحداد على الضحايا، وتدعو بالشفاء العاجل للمصابين”.
وانتقل ترامب بعد ذلك إلى انتقاد المشهد السياسي الأمريكي، محذرا من تحول جذري في موازين القوى داخل واشنطن، وقال: “كان اللوبي اليهودي والإسرائيلي الأقوى في واشنطن. لم يعد الأمر كذلك. اليوم، يجب توخي الحذر الشديد”.
وأضاف: “لدينا كونغرس، وخاصة مجلس النواب، يزداد معاداة للسامية”، مشيرا إلى وجود أعضاء في الكونغرس “لا يحبون إسرائيل… إنهم يكرهونها”، واصفا هذه الظاهرة بأنها “كانت لا تتصور قبل 15 عاما”.
وربط ترامب بين تصاعد معاداة السامية وظاهرة إنكار هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قائلا: “هناك من ينكرون وقوعه أصلا، تماما كما ينكرون المحرقة”.
وأضاف: “لم يحدث ذلك قبل سنوات، بل يحدث الآن”، مشيرا إلى أنه اطلع شخصيا على تسجيلات مصورة من الهجوم، وقال: “رأيت التسجيلات… ليتني لم أفعل”.
Trump:
If you go back 10, 12, 15 years ago… the strongest lobby in Washington was the Jewish lobby. It was Israel.
That’s no longer true. You have to be very careful.
You have a Congress in particular which is becoming anti-Semitic. pic.twitter.com/k8ItLu0HBf
— Clash Report (@clashreport) December 17, 2025
وأكد ترامب أن إدارته “لن تسمح بتفاقم هذه الظاهرة”، لكنه دعا اليهود في الولايات المتحدة إلى “توخي الحذر”.
وخلال الفعالية، دعا ترامب المليارديرة الإسرائيلية الأمريية ميريام أديلسون، ناشرة صحيفة “إسرائيل اليوم”، إلى المنصة، مشيرا إلى أنها تبرعت “مباشرة وغير مباشرة بمبلغ 250 مليون دولار” لحملته الانتخابية.
ووصفها بأنها “امرأة رائعة، ولها زوج رائع، رجل يحب إسرائيل”.
من جانبها، قالت أديلسون إنها حضرت إلى الكنيست في تشرين الأول/أكتوبر “بدراجة نارية، فقط لسماعك مباشرة”، وأشارت لاحقا إلى أنها تحدثت مؤخرا مع المحامي الأمريكي آلان ديرشوفيتز، الذي أثار مسألة قانونية تتعلق بإمكانية “أربع سنوات أخرى”، في إشارة إلى احتمال تولي ترامب ولاية رئاسية ثالثة.
وعلق ترامب مازحا على ذلك بالقول: “قالت: فكر في الأمر… وسأمنحك 250 مليون دولار أخرى”.
وفي جزء لافت من خطابه، وجه ترامب تهديدا مباشرا لحركة حماس، قائلا: “إذا استغلت حماس هذا الوضع، فستكون في ورطة كبيرة”.
وأكد أن إدارته عملت “بجد كبير” من أجل إعادة جميع الأسرى أحياء وأمواتا، مشيرا إلى أنها استجابت لنداء عائلات الاسرى القتلى “الذين لم يكونوا أقل عزيمة على إعادتهم من الاسرى الأحياء”.
وأضاف أن هذا الجهد كان يبدو “مستحيلا”، حتى بالنسبة له شخصيا، لكنه قال إنه “تحقق في نهاية المطاف”.
وفي ختام كلمته، خاطب ترامب الجمهور اليهودي مباشرة، قائلا: “أنتم في حماية… أنتم شعب مميز”.
واختتم خطابه برسالة رمزية بمناسبة عيد الأنوار، قائلا: “قصة حانوكا تذكرنا بأن النور سينتصر دائما على الظلام”.





