السياسي – دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، إلى سحب تراخيص شبكتي ABC وNBC التلفزيونيتين إذا لم تدفعا ملايين الدولارات ثمناً للبث، مؤكداً أن هذه الشبكات تقدم تغطية غير عادلة للمحافظين والحزب الجمهوري.
وكتب ترامب على صفحته في موقع “تروث سوشيال”: “لماذا لا تدفع شبكتا ABC وNBC المزيفتان، وهما من أسوأ الشبكات وأكثرها تحيزاً في العالم، ملايين الدولارات سنوياً كرسوم ترخيص؟ يجب سحب تراخيصهما بسبب تغطيتهما غير العادلة، وعلى الأقل يجب أن يدفعا مبلغاً كبيراً”.
وتكشف هذه التصريحات عن العلاقة المعقدة بين ترامب ووسائل الإعلام التلفزيونية الأمريكية، التي اعتمد عليها على مدى سنوات لبناء صورته كرجل أعمال مؤثر، وللتأثير السياسي على الجمهور. فقد استغل ترامب التلفزيون كمنصة لتوجيه رسائل سياسية وشعبوية، معتبراً أن الصورة الإعلامية أمر حاسم لتعزيز مكانته، في حين يهاجم القنوات التي تنتقد سياساته أو لا تتماشى مع توجهاته.
وترتبط علاقة ترامب بالإعلام بمزيج من الاستفادة والتصعيد؛ فقد استخدم الإعلام لتعزيز شعبيته وبناء صورته، لكنه لم يتردد في مهاجمة القنوات التي لا تدعمه. وقد أسهم هذا الأسلوب في خلق مشهد إعلامي متوتر وغير مسبوق في السياسة الأمريكية، خاصة مع اقتراب احتمالية عودته إلى الساحة السياسية.
ولعب ترامب دوراً محورياً في تصعيد المخاوف حول حرية الصحافة منذ دخوله السياسة وحتى نهاية ولايته الأولى. وبحسب قاعدة بيانات أنشأها مرصد حرية الصحافة الأمريكية، كتب ترامب نحو 1800 منشور مناهض للإعلام على منصة إكس بين حزيران/يونيو 2015 وعام 2016، فيما نشر سلبيات عن وسائل الإعلام 548 مرة خلال فترة ولايته الأولى.
وتشير إحصاءات صحيفة “يو إس إيه توداي” إلى أن ترامب كان طرفاً في أكثر من 4 آلاف دعوى قضائية قبل ترشحه للرئاسة، منها 14 دعوى تتعلق بوسائل الإعلام، لم يربح سوى واحدة فقط.
كما رصدت منظمة “مراسلون بلا حدود” 108 مرات على الأقل هاجم أو هدد فيها ترامب وسائل الإعلام بين أيلول/سبتمبر و24 تشرين الأول/أكتوبر 2024، دون احتساب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي أو تصريحات غير مرتبطة بالحملة الانتخابية.