السياسي- خاص
سارع الرئيس الاميركي دونالد ترامب للتنصل من موافقته على اقدام الطائرات الاسرائيلية بانتهاك الاجواء القطرية وقصف اجتماع لقادة حركة حماس في الدوحة .
القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مسؤول إسرائيلي اكد ان ترامب أعطى الضوء الأخضر للهجوم على قيادة حماس في قطر، قبل ان تعلن التقارير العبرية بان الرئيس الاميركي ضغط على بنيامين نتنياهو ليسحب مثل هكذا تصريحات ، وهو ما حصل بالفعل.
استدراكا للورطة الاميركية بالموافقة على الهجوم، – الذي لا يمكن ان يتم من دون موافقة واشنطن- فقد اتصل مسؤول اميركي بالقطريين ليبلغهم باقدام اسرائيل على قصف اجتماع قادة حماس، لكن هذا الاتصال جاء في اللحظات الاخيرة من العدوان، وفيما كانت الانفجارات تدوي في الدوحة ، وفق تاكيدات الناطق باسم الخارجية القطرية الدكتور ماجد الانصاري.
وبطبيعة الحال، ترمب اتصل مباشرة بامير قطر الشيخ تميم بن حمد ليؤكد براءته من الهجوم، وتاكيده بان اسرائيل لن تكرر العملية العدوانية ، ولن تنتهك السيادة القطرية مجددا.
ترمب يبدو انه شعر بالحرج، فقد احتفى القطريين بزيارته للدوحة، وتم اهدائه طائرة رئاسية ، وتوقيع عشرات الاتفاقات الاستثمارية والمالية بين البلدين، حيث تعد قطر دولة مقربة وصديقة للولايات المتحدة، وتحتضن قواعد اميركية ، وجدت اصلا لحمايتها، لطالما حلت لها عشرات المشاكل ، واخرها وساطتها بين حماس واسرائيل، وقبلها استقبال المفاوضات الاميركية مع حركة طالبان، بالاضافة الى استضافتها لمفاوضات مع ايران ، واليوم يطعن ترمب القطريين في الظهر، ويتم ابلاغهم بالهجوم في وقت متاخر جدا وفق ما تفيد الانباء.
الخطوة الاميركية طعنة في ظهر احد الحلفاء المقربين من الاميركيين، والمصالح الاميركية بفرض الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة العربية ، لها الاولوية على حساب سيادة الدول والشعوب، مهما كانت قوة العلاقة ومرحلة التقارب ، وبات من الاجدى للدول العربية خاصة الغنية التي لا ينقصها شيئ للخروج من تحت عباءة الاميركيين والتوجه للتحالف مع القوى الكبرى الاخرى التي تحترم سيادتها وتقدر مصالح شعوبها وتعمل على بناء علاقات متوازنة ومتساوية
الواضح ان الحرج يتوسع الى محيط اكبر بالنسبة للبيت الابيض، فلا يمكن لاسرائيل القيام بمثل تلك العملية من دون ابلاغ او موافقة واشنطن، ومن غير المستبعد ان يتوسع الغدر الاميركي الاسرائيلي ، ليطال عواصم اخرى، تم اعلانها سابقا على انها حليفة ومقربة من واشنطن، و لطالما حصلت على تعهدات من الولايات المتحدة بعدم مس امنها الداخلي او انتهاك سيادتها، وقد يتعلق الامر بتركيا في المرحلة المقبلة التي تحتضن عددا من قادة حماس.
لقد بات من الضروري على الدول العربية والاسلامية، التي طالما اعتبرت الولايات المتحدة حامية لامنها، وتقيم قواعد لها على اراضيها، ان تعيد حساباتها من جديد ، وهي الدول الغنية التي لا ينقصها شيئ في التنمية والتطور وبامكانها التعاون والاتكال على دول كبرى اخرى لها وزنها السياسي والاقتصادي والجغرافي، تحترم سيادتها ومصالحها وشعوبها وتتعامل معهم بتوازن كامل واحترام متبادل ، علما انها ليست المرة الاولى التي تخذل اميركا حلفاءها، فالحوثيين قصفو المنشآت النفطية السعودية ، وبقي ترامب في ولايته الاولى يتخذ موقف المتفرج، فيما كانت الصواريخ الايرانية تنطلق من فوق ومن داخل الاراضي العراقية من دون ان تحرك الحليفة الاميركية للعراق اي ساكن.