لمن يتابعون بدقة، فليس هناك معلومات فارِقة فى التسريبات التى بثتها وسائل الإعلام العالمية الجمعة الماضى، فيما يَخصّ خطة إسرائيل لضرب إيران، لأن كبار مسئولى إسرائيل يعلنون صراحة نيتهم فى ضربة كبرى لإيران، كما أن الرئيس بايدن أعلن عن موافقته. أما الجديد فيمس الملابسات، لأنها وثائق أمريكية مُصَنَّفَة بأنها على درجة عالية من السرية، كشفت عن تفاصيل مهمة عن أن أمريكا لم تكتفِ بالمعلومات التى تصلها مباشرة من إسرائيل، فى إطار الثقة الكبيرة المُفْتَرَضَة بين أكبر حليفين، ولكن أمريكا جمعت هذه المعلومات عن طريق عملية تجسس بالأقمار الصناعية على الأوضاع الإسرائيلية! بما يعنى عدم ثقة أمريكا فى كل المعلومات التى تصلها من إسرائيل والتى تتشكك أمريكا فى أنها تراعى ظروف اقتراب الانتخابات الأمريكية بعد 3 أسابيع فقط! وأن إقدام إسرائيل على خطتها قد يؤثر سلبيا على فرصة فوز كامالا هاريس مرشحة حزب بايدن.
تقول الوثائق إن أمريكا تأكدت من أن أهداف الضربة الإسرائيلية العاجلة أخطر كثيراً من الضربات السابقة المتبادَلة بين إسرائيل وإيران، بما يصل إلى استهداف قتل عدد من كبار المسئولين الإيرانيين، وتحطيم سلاح الجو الإيرانى؛ المطارات ومنصات الصواريخ، بما يعنى أن إسرائيل تسعى لإخلاء الأجواء الإيرانية من المقاومة لطائراتها وصواريخها، لتنطلق نحو عملية كبرى، قد تصل إلى المنشآت النووية الإيرانية، كما أن إسرائيل تُجَهِّز صواريخها التى تحمل رءوسا نووية! وهذه مؤشرات على رغبة إسرائيل فى إشعال المنطقة، بما يستدعى أطرافاً قوية لمساعدة إيران، بما يورط أمريكا، فى وقت لا يناسبها، للتدخل دفاعا عن إسرائيل!
وقد اختلفت التحليلات حول مصدر التسريب وأسبابه وأهدافه: فربما تكون أمريكا حتى تضع إسرائيل فى حرج بأنها تتعمد توريطها فى هذه الظروف. أو ربما تكون إيران، لتضع أمريكا أمام واقع أن العالم صار يعلم بموافقتها على خطة إسرائيل الخطيرة على الأمن العالمى، لتلجم أمريكا إسرائيل. أو ربما يكون مسئول أمريكى يعلم الأسرار بحكم وظيفته، وأنه يخشى أن تكون الخطة شرارة إشعال حرب واسعة تُهَدِّد بحرب عالمية، فسَرَّب ما لديه ليجعل أمريكا تمنع إسرائيل.
نقلاً عن “الأهرام”