تطرف نتنياهو دمر العلاقات مع دول العالم

السياسي – هاجمت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الجمعة، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن “مسار حكومته، المدفوع برؤية متطرفة، ألحق أضرارًا جسيمة غير مسبوقة في علاقات تل أبيب مع دول العالم”.

وأكدت أن التمركز المطول في غزة، دون هدف استراتيجي واضح، يُعرّض جنود الجيش الإسرائيلي للخطر بشكل متزايد في ظل أزمة إنسانية متفاقمة على الأرض.

وقالت إن حكومة نتنياهو تسببت بتغيير المشهد جذريًا في البلاد، كما أن السياسة الخارجية باتت تعاني من جمود كبير، يكاد يكون شللًا.

وذكرت الصحيفة العبرية في تقريرها، أن هذا الركود يهدد بالتحول إلى انهيار استراتيجي، مما يُشكل مخاطر طويلة الأمد على أمن الدولة.

وأوضحت أنه في خضم هذه التحولات التي تشهدها المنطقة، تتواصل المفاوضات الأمريكية بشأن النووي الإيراني، متجاهلةً في كثير من الأحيان مصالح إسرائيل الاستراتيجية.

وأردفت “تستمر الحوارات المباشرة مع جماعات مثل  حماس والحوثي، بينما تُعيد جهات إقليمية فاعلة مثل تركيا ضبط مواقفها. حتى لبنان يشهد تغيرًا جذريًا. وفي هذه البيئة الجيوسياسية المتطورة، يُنذر تراجع المشاركة الدبلوماسية لإسرائيل بعزلها وتعرضها للخطر”.

ورأت الصحيفة العبرية أنه في مواجهة هذا التحول الجذري، تلتزم حكومة نتنياهو الصمت، حيث لم تُسفر محاولة الإصلاح القضائي إلا عن مكاسب محدودة حتى الآن؛ فيما تستمر الهجمات على المحكمة العليا والمدعي العام دون هوادة.

على الصعيد الدولي، تواجه إسرائيل تهديدات قانونية متجددة وعزلة دبلوماسية متزايدة، وفق ما جاء في تقرير الصحيفة.

في واشنطن، ذكرت الصحيفة أن “إدارة ترامب تنأى بنفسها عن حملة غزة، لا سيما مع قرار نائب الرئيس فانس تأجيل زيارته إلى إسرائيل. في هذه الأثناء، لا يزال مصير الاسرى عالقًا”.

وأوضحت أن رئيس الوزراء، الذي كان منشغلًا سابقًا بالمعارك السياسية، مُجبر الآن على الانخراط في الخطة التي قدمها مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف – وهي موافقة ضمنية، وإن كانت مترددة، على فكرة إنهاء الحرب.

واعتبرت “يديعوت أحرونوت” أن من أهم التطورات قرار الولايات المتحدة الدخول في محادثات مباشرة مع حماس، وهي خطوة تُخالف السياسة المتبعة منذ زمن طويل وتُقوّض الإنجازات الدبلوماسية الإسرائيلية.

وذكر التقرير أن نتنياهو أعرب عن استيائه من تهميشه، معتبراً هذه الخطوة خرقاً للبروتوكولات المعمول بها وتهديداً محتملاً للمصالح الأمنية الإسرائيلية.

ولفت إلى أن من تداعيات هذه المحادثات العميقة، إقرار حماس علنًا بحوارها المستمر مع الولايات المتحدة، معتبرةً إياه شكلًا من أشكال الشرعية وانتصارًا دبلوماسيًا، بحسب التقرير.

وختم التقرير “هذا التطور لا يتحدى الموقف الاستراتيجي لإسرائيل فحسب، بل يُشير أيضًا إلى تحول في الديناميكيات الإقليمية، حيث يُعاد النظر في التحالفات والسياسات الراسخة”.