ادرجت الأمم المتحدة رسمياً حركة حماس في القائمة السوداء لمرتكبي الجرائم الجنسية في نزاعات مسلّحة
وأعلنت مبعوثة الأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات أن حركة حماس (كتائب القسام، وسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.) ستدرج في تقرير الأمم المتحدة حول العنف الجنسي في النزاعات المسلّحة، بعد توثيق جرائم جنسية ارتكبها عناصر الحركة في 7 أكتوبر خلال “المجزرة”، إضافة إلى الاعتداءات الجنسية على المختطفين في غزة.
وتم تعميم التقرير على جميع الدول الأعضاء في الجمعية العامة، متضمناً “القائمة السوداء” للمنظمات المتورطة في جرائم من هذا النوع.
في العام الماضي، رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إدراج حماس رغم أن مبعوثته، براميلا بَاتِن، أبلغت مطلع 2024 عن هذه الجرائم.
واكدت وزارة الخارجية لكيان الاحتلال الاسرائيلي “ارتكاب ارهابيي حماس” أبشع الجرائم الجنسية في تاريخ البشرية: اغتصاب، اغتصاب جماعي، تشويه الأعضاء التناسلية، وتعذيب جنسي للمختطفين”.
وهللت اسرائيل لهذا الادراج وقالت انه “ختم دولي بالإدانة لجرائم خطيرة جداً تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، مضيفة أن هذه الجرائم لم تتوقف وأن ارهابيي حماس يواصلون الاعتداءات الجنسية على المختطفين.
كما اشارت الوزارة الى انها تعمل لإحباط الادعاءات الكاذبة ضد إسرائيل التي تروجها بعض الجهات المغرضة.
وكانت الدراسة الأوسع عن جرائم حماس الجنسية، “مشروع دينا”، التي نُشرت الشهر الماضي، قد وثقت استخدام حماس العنف الجنسي كسلاح حرب لإرهاب المجتمع الإسرائيلي وإذلاله، ووقعت هذه الجرائم في ستة مواقع على الأقل، واستمرت أيضاً في الأسر، وفق شهادات مختطفين محررين وشهود عيان وفق مزاعم اسرائيلية
اسرائيل نفسها التي تهلل لادراج حماس على القائمة السوداء، تحتل مكانة رفيعه فيها، حيث أبقت الأمم المتحدة في يونيو الماضي، كيان الاحتلال على “القائمة السوداء” للدول التي ترتكب انتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة للعام الثاني على التوالي، في حين تستمر حربها على غزة منذ ما يقرب من 20 شهراً.
وجاء إدراج الأطفال على القائمة يوم الخميس في الوقت الذي قالت فيه الأمم المتحدة في تقرير جديد إن العنف ضد الأطفال في مناطق النزاع وصل إلى “مستويات غير مسبوقة” في عام 2024، مع ارتكاب الجيش الإسرائيلي أعلى عدد من الانتهاكات في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
أشار التقرير السنوي حول الأطفال في النزاعات المسلحة إلى ارتفاع “مذهل” بنسبة 25% على مستوى العالم في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال دون سن 18 عامًا في العام الماضي مقارنة بعام 2023. وقال إنه تحقق من 41370 انتهاكًا جسيمًا ضد الأطفال، بما في ذلك القتل والتشويه والعنف الجنسي والهجمات على المدارس والمستشفيات.
ومن بينها 8554 انتهاكا جسيما ضد 2959 طفلا – 2944 فلسطينيا و15 إسرائيليا – في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل.
ويتضمن الرقم تأكيد مقتل 1259 طفلاً فلسطينياً وإصابة 941 آخرين في غزة التي تعرضت لقصف إسرائيلي متواصل في أعقاب هجوم قادته حركة حماس الفلسطينية في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن أرقام أعلى من ذلك بكثير، وقالت الأمم المتحدة إنها تتحقق حاليا من معلومات عن مقتل 4470 طفلا إضافيا في عام 2024 في القطاع المحاصر.
وقالت الأمم المتحدة إنها تحققت أيضا من مقتل 97 طفلا فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، حيث تم تسجيل ما مجموعه 3688 انتهاكا.
وأشار التقرير أيضا إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، حيث قُتل أو جُرح أكثر من 500 طفل العام الماضي.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه “منزعج من شدة الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل”، مشيرا إلى الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
وجدد غوتيريش دعوته إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي الذي ينص على توفير حماية خاصة للأطفال، وحماية المدارس والمستشفيات، والامتثال لمتطلبات التمييز بين المقاتلين والمدنيين في الهجمات، وتجنب إلحاق الضرر المفرط بالأبرياء.
وبعد الأراضي الفلسطينية، كانت البلدان التي سجلت فيها الأمم المتحدة أكبر عدد من حالات العنف ضد الأطفال في عام 2024 هي جمهورية الكونغو الديمقراطية (أكثر من 4000 انتهاك خطير)؛ والصومال (أكثر من 2500)؛ ونيجيريا (حوالي 2500)؛ وهايتي (أكثر من 2200).
وأضافت أن أعلى نسبة ارتفاع في عدد الانتهاكات سجلت في لبنان (545%)، تليها موزمبيق (525%)، وهايتي (490%)، وإثيوبيا (235%)، وأوكرانيا (105%).