تفاصيل العملية الاسرائيلية في طوباس

اعداد: محمد التاج

طوباس – فلسطين

شهدت محافظة طوباس والأغوار الشمالية منذ ساعات الفجر الأولى عمليةً عسكرية إسرائيلية غير مسبوقة من حيث الحجم وانتشار القوات، في واحدة من أكبر الاقتحامات التي تستهدف المحافظة خلال الأشهر الأخيرة.. فقد دفعت قوات الاحتلال بثلاثة ألوية عسكرية، إضافة إلى وحدات خاصة، مدعومة بجرافات ثقيلة ومروحيات هجومية من طراز “أباتشي”، التي حلّقت على علو منخفض في سماء المنطقة لتأمين الغطاء الجوي للقوات المنتشرة على الأرض.

 

إغلاق شامل ومحاصرة المحافظة..

منذ اللحظات الأولى، أغلقت قوات الاحتلال جميع مداخل محافظة طوباس بالسواتر الترابية والآليات العسكرية، مانعة حركة المواطنين بشكل كامل، مما ادى الى شل الحياة العامة وأوقف المدارس والمؤسسات الحكومية. كما فرضت قوات الاحتلال قيودا مشددة على الحركة داخل المدينة والبلدات المجاورة، ومنعت سيارات الإسعاف من التحرك بحرية، ما تسبب بأوضاع إنسانية حرجة طالت كبار السن والمرضى والأطفال.

 

اقتحام المنازل وتحويل بعضها لثكنات عسكرية..

نفذت قوات الاحتلال عمليات دهم واسعة في أحياء متعددة من مدينة طوباس، إضافة إلى بلدات عقابا وطمون وتياسير. وخلال الاقتحامات، قامت القوات بطرد عدة عائلات من منازلها بالقوة، تحت ذريعة “البحث عن مطلوبين”، وحولت عددا من تلك المنازل إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة، في مشهد أعاد إلى الأذهان سياسات الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية.

وأفاد شهود عيان أن الجنود انتشروا على أسطح المنازل، وثبتوا نقاط قنص ورصد، فيما استمرت عمليات التفتيش بشكل عنيف شمل تكسير محتويات بعض البيوت، وتدمير ممتلكات خاصة.

 

مروحيات تحلق فوق رؤوس السكان..

لوحظ في ساعات الصباح تحليق مروحيات أباتشي الإسرائيلية في سماء طوباس وبلداتها، بالتزامن مع تحركات للآليات العسكرية الثقيلة على الأرض. ويرى مختصون أن استخدام الطيران في عملية داخل الضفة الغربية يعكس طبيعة العملية وحجمها، وهو مؤشر على نية الاحتلال توسيع نطاق الاقتحام ليشمل مناطق أوسع في المحافظة.

 

رواية الاحتلال وموقف المؤسسات الفلسطينية..

يدعي جيش الاحتلال أن العملية تهدف إلى “مكافحة نشاطات إرهابية” في شمال الضفة، وهو الوصف الذي تكرره المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عند اقتحامها أي منطقة فلسطينية. في المقابل، قال محافظ طوباس والأغوار الشمالية، أحمد الأسعد، إن العملية “تصعيد خطير يستهدف المدنيين بشكل مباشر”، معتبرا أن ما يجري “عمل سياسي وليس أمنيا”، وأن الحديث عن “مطلوبين” مجرد ذريعة لتبرير العدوان على المحافظة.

وأعلن المحافظ تشكيل لجنة طوارئ للتعامل مع الوضع الإنساني المتدهور، مؤكدا أن عشرات العائلات مهددة في ظل استمرار الاقتحامات والإغلاقات.

 

انتهاكات وتخريب واعتقالات..

أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال بدأت حملة اعتقالات في المدينة والبلدات المجاورة، بالتوازي مع انتشار القناصة على الأسطح، وتخريب واسع لشوارع داخلية باستخدام الجرافات العسكرية. كما ألحقت القوات أضرارا بالبنية التحتية، وعرقلت وصول الطواقم الطبية والبلدية إلى عدد من المناطق المتضررة.

 

الوضع الميداني حتى الآن..

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، تستمر العملية العسكرية بوتيرة مكثفة، مع ترجيحات بتوسع الاقتحامات خلال الساعات القادمة. ويعيش سكان طوباس حالة من الترقب والخوف، خصوصا بعد تحويل منازل إلى مواقع عسكرية، واستمرار الطيران المروحي في التحليق.

ويخشى الأهالي من أن يكون هذا الاقتحام جزءا من خطة إسرائيلية لفرض واقع جديد على الأرض في المناطق القريبة من الأغوار الشمالية، في ظل التصعيد المستمر في عموم الضفة الغربية.

 

محمد التاج

طوباس – فلسطين