السياسي – “فش ملابس فش فرحة فش عيد والناس بتموت”، ببضع كلمات، وابتسامة خافتة، وعيون مليئة بالدمع العصّي عن الانهمار، وصفت طفلة غزّاوية أجواء عيد الفطر في قطاع غزة المحاصر، الذي يقاوم مرارة عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليه منذ نصف عام.
واسترسلت الطفلة في حديثها من قلب المستشفى، بالقول: “لا ملابس لنا، ولا ألعاب، ولا زينة، وكامل أهالينا استشهدوا أو أصيبوا، إذن لا يوجد عيد”، وهي الكلمات التي خرجت من شفاه طفلة حُرمت طفولتها، وشاخت مبكّرا؛ إثر الحرب المُستمرة على كل ركن في القطاع المحاصر.
من جهتها، قالت أم غزاوية لطفلين: “باقي للعيد يومين، ولا تحضيرات لنا، ملابس أولادنا هي نفسها، نُغسلها ونعيدها على أجسادهم وهي مبلولة، وأولادنا يمرضون لأن لا ملابس لهم”، وعلى غرار هذه الطفلة والأم، شهادات كُثر رصدت تبرز بالصوت والصورة انعدام أجواء العيد في غزة المكلومة.
وللتعبير عن التضامن الكامل مع الأهالي في قطاع غزة، أعلن عدد من الشباب من داخل فلسطين وعدد من الدول العربية، عن حملة رقمية بعنوان: “لا عيد وغزة تُباد”، شهدت تفاعلا متسارعا، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية.
وتداول عدد من رواد منصات التواصل صورا وتغريدات ومنشورات على حساباتهم، للتأكيد على أهمية حصر فرحة العيد في العبادات فقط، وعدم المبالغة في مشاعر الفرحة، تأدّبا في حضرة المصاب الجلل الذي يعاني منها الأهالي في قطاع غزة، من عدوان وتجويع وإبادة، على مدار أشهر.
وأعرب عدد من رواد المنصات الرقمية عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، خاصة الأهالي في قطاع غزة، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء الحرب عليهم؛ فيما يؤكدون في الوقت نفسه على ضرورة الاستمرار في كافة أنواع الدعم من نشر للمحتوى المتحدث عن أوجاع الغزّاويين، وما يُمارس عليهم من عدوان أهوج، اخترق كافة القوانين الإنسانية، إلى إيقاف جميع أشكال “التطبيع” مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، مع الاستمرار في مقاطعة كافة المنتجات الداعمة للاحتلال.
تجدر الإشارة إلى أنه في اليوم الـ185 من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وبالتزامن مع استمرار المفاوضات في القاهرة، بغية التوصل لهدنة، استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين، الاثنين، في سلسلة غارات وقصف مدفعي للاحتلال استهدف مناطق وسط وجنوب قطاع غزة.