تقرير: أزمات بايدن تقرّب ترامب من الانتصار المبكر

لا تزال تبعات أزمة عمر الرئيس الأمريكي جو بايدن، تخيم على المشهد السياسي داخل الحزب الديمقراطي المنقسم، الأمر الذي يقرب دونالد ترامب من أعظم إنجاز له حتى الآن، بينما يواجه جو بايدن أحلك ساعاته، وفق تقرير لستيفن كولينسون على موقع شبكة “سي إن إن”.

ومن المقرر أن يقبل الرئيس السابق، 78 عاماً، ترشيح الحزب الجمهوري له يوم الخميس، مما يمثل واحدة من أكثر عمليات العودة المذهلة في التاريخ السياسي، بعد محاولته سرقة انتخابات 2020، وإدانة جنائية غير مسبوقة ومحاولة اغتيال، على حد وصف الكاتب.
وفي غضون ذلك، يهز تمرداً ديمقراطياً عرش الرئيس بايدن البالغ من العمر 81 عاماً.
وقد تصاعدت المخاوف بشأن ما إذا كان يمكنه هزيمة خصمه ترامب مرة أخرى وسط مخاوف المشرعين بشأن صحته وحالته الإدراكية ويأسه بشأن فرصه في منع ولاية ترامب الثانية.

وقالت مصادر لشبكة “سي إن إن” يوم الأربعاء إن رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي أخبرت الرئيس مؤخراً أن استطلاعات الرأي تظهر أنه لا يستطيع هزيمة ترامب، ويمكن أن يسحق آمال الديمقراطيين في الفوز بمجلس النواب إذا بقي في السباق.
اندلع سباق البيت الأبيض، الذي ظل خاملاً لعدة أشهر، فجأة على مدار ثلاثة أسابيع بالغة الأهمية، والتي جاء أبرزها أداء بايدن الكارثي في المناظرة ومحاولة اغتيال ترامب، وهي سلسلة من الأحداث غير المسبوقة منذ نصف قرن.
يشير التقرير إلى أن عودة ترامب إلى قمة قائمة الحزب الجمهوري تعني أنه لم يكن مجرد حالة استثنائية، بل أصبح قوة سياسية تاريخية حولت حزبه ويمكن أن تفعل الشيء نفسه هذه المرة، سواء للأفضل أو الأسوأ، إذا عاد إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) 2025.
الأحداث واستراتيجية ترامب
يرى الكاتب أن السباق الذي صوره ترامب على أنه تباين بين القوة والضعف، يشهد صعوداً دراماتيكياً بالنسبة للرئيس السابق حيث إن الجمهوريين يشيدون بمرشح نجا من رصاصة قاتلة ونهض مضرجاً بالدماء ليرفع قبضته مع وعد “بالقتال”.
وعلى النقيض من ذلك، تراجع بايدن عن مسار الحملة يوم الأربعاء وعاد إلى منزله في ديلاوير بسبب إصابته بكوفيد-19.

كذلك، قام ترامب بإظهار أحد أكثر عروض الهيمنة إثارة للإعجاب في أي حزب سياسي في العصر الحديث، حيث طلب من خصومه المهزومين في الانتخابات التمهيدية التعهد بالولاء أمام جمهور التلفزيون في وقت الذروة في المؤتمر يوم الثلاثاء.
في غضون ذلك، يفقد بايدن السيطرة على حزبه، ويشتبك بشدة مع المشرعين الذين حذروا من أنه سيكلفهم البيت الأبيض ومجلس الشيوخ ومجلس النواب، كما يقول كبار أعضاء الحزب مثل النائب عن كاليفورنيا آدم شيف علناً إنه يجب أن يتنحى.

تباين حظوظ المرشحين
أما بالنسبة لاستطلاعات الرأي الوطنية، فيتصدر ترامب معظمها ويتمتع بميزة في الولايات المتأرجحة. وفي حين أن الوضع ليس مستحيلاً بالنسبة لبايدن، يعتقد معظم المحللين أن لديه مساراً محدوداً للحصول على 270 صوتاً انتخابياً من خلال ولايات الجدار الأزرق (بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن)، بينما تصر حملته على أنها لن تستسلم.
على الرغم من ذلك، وبحسب التقرير، لا يزال الرئيس السابق ترامب غير محبوب على المستوى الوطني، إذ يحتقر ملايين الأميركيين شخصيته وسجله من الخطاب التحريضي العنصري وغرائزه الاستبدادية.
ولكن هذا أحد الأسباب التي تجعل حملته تخفف من حدة ضرباتها على بايدن على أمل بقائه في السباق.

أزمة عميقة
إن التهديد المتزايد لحملة بايدن لا يأتي من الخبراء أو المحللين؛ بل يأتي من أعماق حزبه من خلال المشرعين والمانحين الذين يخشون حدوث انهيار للحزب الجمهوري في نوفمبر (تشرين الثاني).
في الوقت الذي يواجه فيه الحزب الديمقراطي التفكك، أظهر الحزب الجمهوري بقيادة ترامب انضباطاً ووحدة نادرة مدعوماً باعتقاد متزايد من قبل المندوبين في ميلووكي بأن الرئيس السابق متجه إلى البيت الأبيض.
فبعد نجاة ترامب من محاولة الاغتيال في بنسلفانيا، استغلت حملته ما حدث بعد ذلك لإعادة تشكيل صورته. كما صورت السنوات الأربع التي قضاها في السلطة على أنها مثالية للسلام والازدهار.
ويسعى فريقه إلى تبديد ذكريات الفوضى والمرارة والاعتداءات على النظام الدستوري التي ميزت رئاسته، والتي بلغت ذروتها في محاولته تدمير الديمقراطية للبقاء في السلطة وأعمال الشغب التي قام بها أنصاره في مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، والتي أدت إلى عزله للمرة الثانية.
كما ارتقت حملة ترامب “المثالية” إلى مستويات جديدة من خلال مرشحه الجديد لمنصب نائب الرئيس، جيه دي فانس، في خطابه أمام مؤتمر الحزب الجمهوري مساء الأربعاء.
لقد نسج السيناتور الجمهوري من ولاية أوهايو قصة عن الخلاص الوطني من المشاهد المروعة في ولاية بنسلفانيا عندما سقط ترامب على الأرض لكنه عاد جريحاً مرفوع الرأس.
قبضة بايدن تضعف
وبينما استقر ترامب بالظهور الوطني الأول لتلميذه الجديد دي فانس، اندلعت الثورة الرامية إلى إخراج بايدن من السباق إلى العلن، على الرغم من تسليط الضوء على المؤتمر الجمهوري في ميلووكي.
فقد أصبح النائب آدم شيف أبرز ديمقراطي يدعو بادين علناً إلى “تمرير الشعلة” والانسحاب.
وقال الديمقراطي من كاليفورنيا في بيان إنه من خلال المغادرة، يمكن لبايدن “تأمين إرثه القيادي من خلال السماح لنا بهزيمة دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة”.
وتزايدت علامات المعارضة تجاه بايدن مع ظهور تفاصيل عن اشتباك حاد مع المشرعين خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ووصف مصدران اللقاء لشبكة “سي إن إن” والذي تضمن تبادلاً مع النائب جيسون كرو، وهو من قدامى المحاربين في حرب العراق والذي أخبر الرئيس أن الناخبين لا يرون الانتخابات بالطريقة التي يراها بها الرئيس.
وقالت عضو مجلس النواب الديمقراطي كريسي هولاهان، وهي عضو مجلس النواب عن ولاية بنسلفانيا، لبايدن إنه يخسر أرضيته في ولايتها.
وأخبر الرئيس هولاهان أن فريقه سوف يحصل منها على نقاط نقاش حول كل الأشياء التي قام بها من أجل ولاية بنسلفانيا وذكرها بأنه تزوج من “فتاة من فيلادلفيا”.
منطقة حرجة
وبحلول المساء، كانت هناك علامات جديدة على أن جهود إعادة انتخاب بايدن تتجه مرة أخرى إلى منطقة حرجة.
وذكرت شبكة “إيه بي سي نيوز” أنه في اجتماع عقد في منزل بايدن على الشاطئ يوم السبت، شارك زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر مخاوف مجموعته بشأن حملة بايدن.
وقال المتحدث باسم الزعيم في بيان إن التقرير كان “تكهنات فارغة”.
وكان زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز حاضراً في الاجتماع أيضا.
لكن المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس قال: “أبلغ الرئيس كلا الزعيمين أنه مرشح الحزب، ويخطط للفوز، ويتطلع إلى العمل مع كليهما لتمرير أجندته المكونة من 100 يوم لمساعدة الأسر العاملة”.
لقد رفض بايدن علناً كل اقتراح بتنحيه، على الرغم من المخاوف العامة الساحقة من أنه لن يكون قادراً على أداء فترة ولاية ثانية بالكامل والتي ستنتهي عندما يبلغ من العمر 86 عاماً.

شاهد أيضاً