تقييد الجنسية الأمريكية يُربك الآلاف

السياسي – أثار حكم أصدرته المحكمة العليا الأمريكية، مرتبط بحق الأطفال المولودين في الحصول على الجنسية الأمريكية تلقائيًا، ارتباكًا ودفع متأثرين محتملين بالقرار القانوني إلى اللجوء لمحامين لاستيضاح أثره عليهم، وفق وكالة “رويترز” للأنباء.

ووافقت هيئة المحكمة العليا بأغلبية آراء أعضائها الستة المحافظين ومعارضة أعضائها الليبراليين الثلاثة أمس الجمعة على طلب الرئيس الأمريكي  للحد من سلطة القضاة الاتحاديين، لكنها لم تبت في قانونية مسعاه لتقييد حق الحصول على الجنسية بالولادة.

وأثارت هذه النتيجة تساؤلات أكثر من الإجابات حول حق لطالما فُهم أنه مكفول بموجب الدستور الأمريكي، وهو أن أي شخص يولد في الولايات المتحدة يُعد مواطنًا منذ الولادة، بغض النظر عن جنسية والديه أو وضعهما القانوني.

وكان ترامب المنتمي للحزب الجمهوري قد أصدر أمرًا بعد توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني وجه فيه الأجهزة الاتحادية برفض الاعتراف بحق الطفل المولود في الولايات المتحدة في الحصول على الجنسية ما لم يكن أحد والديه على الأقل مواطنًا أمريكيًا أو مقيمًا دائمًا بشكل قانوني، وأصدر قضاة محاكم محلية في ثلاث ولايات أمريكية أحكامًا بعدم تنفيذ هذا الأمر، ما أدى إلى إحالة القضية إلى المحكمة العليا.

وقالت المحكمة العليا إن القرار يمكن أن يدخل حيز التنفيذ في غضون 30 يومًا، لكن يبدو أنها تركت الباب مفتوحًا أمام إمكانية اتخاذ المزيد من الإجراءات في المحاكم الأدنى درجة التي يمكن أن تبقي على منع دخول هذه السياسة حيز التنفيذ.

وبعد ظهر أمس الجمعة، رفع ملتمسون دعوى قضائية معدلة أمام محكمة اتحادية في ولاية ماريلاند يسعون فيها إلى تحديد فئة على مستوى البلاد ممّن يمكن أن يُحرم أطفالهم من الجنسية.

وقالت كاثلين بوش جوزيف محللة السياسات في معهد سياسات الهجرة غير الحزبي، إنه إذا لم يتم حظر التنفيذ على مستوى الولايات المتحدة بأكملها، سيكون من الممكن تطبيق القيود في 28 ولاية لم تشهد أي طعون قضائية على القرار، ما يخلق “خليطًا مربكًا للغاية” في البلاد.

وأضافت “هل سيضطر كل طبيب وكل مستشفى على حدة لمحاولة معرفة كيفية تحديد جنسية الأطفال وآبائهم؟”.

والحملة لتقييد حق الحصول على الجنسية الأمريكية بالولادة جزء من حملة ترامب الأوسع المناهضة للهجرة، وكان قد وصف منح الجنسية تلقائيًا على أنه عامل جذب لمن يأتين لوضع أطفالهن بالبلاد.

وقال خلال مؤتمر صحفي في  أمس الجمعة “يتدفق مئات الآلاف من الناس إلى بلادنا للحصول على الجنسية بالولادة، ولم يكن هذا هو الهدف من ذلك”.

وشدد مدافعون عن خطورة القيود التي فرضها ترامب، والتي من شأنها أن تمنع ما يقدر بنحو 150 ألف طفل يولدون في الولايات المتحدة سنويًا من الحصول على الجنسية تلقائيًا.