السياسي – فجرت جريمة استهداف مدرسة التابعين المروعة “مجزرة الفجر” وسط مدينة غزة، موجة تنديدات وإدانات عربية وإسلامية، وسط مطالبات دولية بضرورة وضع حد للانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين.
واستنكرت وزارة الخارجية المصرية استهداف مدرسة التابعين، واعتبرت أنها “استمرار للاعتداءات الإسرائيلية بحق المدنيين بقطاع غزة، ودليل قاطع على غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية لإنهاء الحرب”.
وشددت أن استهداف المدرسة يعد “استخفافا غير مسبوق بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”، مطالبة بموقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للفلسطينيين، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل بغزة.
ومن جانبه، أدان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، جريمة استهداف المدرسة، معتبرا إياها “خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي، وإمعانا في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين”.
وقال “القضاة” إن هذا الاستهداف الذي يأتي في وقت يسعى فيه الوسطاء إلى استئناف المفاوضات على صفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار مؤشر على سعي الحكومة الإسرائيلية لعرقلة هذه الجهود وإفشالها.
وطالب بضرورة إجبار قوات الاحتلال على احترام القانون الدولي ووقف عدوانها على غزة، وما ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
من ناحيته، قال المستشار السياسي للمرشد الإيراني، علي شمخاني، إن هدف الحكومة الإسرائيلية من قتل المصلين في مدرسة التابعين في قطاع غزة مواصلة الحرب.
وأوضح “شمخاني” أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من خلال المجزرة لإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت حركة الحوثي اليمنية، في إطار تنديدها بجريمة مجزرة مدرسة التابعين: “نؤكد أن هذه الدماء الزكية لن تذهب هدرا، بل تؤسس إن شاء الله لزوال الكيان وانتصار القضية، واستعادة الحقوق”.
وأكدت أن اليمن مستمر بتضامنه وإسناده الشعبي وفي التصعيد العسكري، مستنكرةً صمت الأنظمة العربية والإسلامية، متسائلة “ماذا تنتظر حتى تقوم بدورها وواجبها الإنساني والإسلامي والوطني والقومي”.
ووصفت الحركة وقت تنفيذ المجزرة بـ “التمادي الذي بلغ الزبى؛ وذلك لتزامنه مع البيان القطري المصري الأمريكي، الذي يمنح القتلة المزيد من الوقت لاستباحة الدم الفلسطيني”.
وأشار البرلمان العربي، أن ارتكاب الاحتلال “مجزرة الفجر” بالوقت الذي تتضافر فيه الجهود للتوصل إلى وقف نهائي ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، يعكس الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان الذي لا يعرف للسلام والاستقرار سبيلًا.
وشدد أن الاحتلال بجريمته هذه يصر على عدم الانصياع لأي اتفاقيات، والمضي في استكمال جرائم الإبادة الجماعية، ضاربًا بالقوانين والقرارات الشرعية والدولية عرض الحائط.
ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة وضمان حماية الشعب الفلسطيني، مجددا مطالبته بمحاسبة قادة ذ الاحتلال على الجرائم التي يرتكبونها بحق المدنيين بغزة.
واستشهد 100 فلسطيني وأصيب العشرات، فجر اليوم السبت، في مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف مدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزة.
وكان الدفاع المدني الفلسطيني أكد أن قوات الاحتلال قصفت مدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزة بثلاثة صواريخ، مما أسفر عن استشهاد 90% من النازحين الموجودين داخلها.
وصعّد الاحتلال في الآونة الأخيرة من استهدافه الإجرامي، لمدارس ومراكز الإيواء التي تضم آلاف العائلات الفلسطينية من قطاع غزة، بعد أن دُمرت منازلهم وأحياؤهم، واضطروا على النزوح تحت النار إليها، ظنًا منهم أنها آمنة.