تنظيم سرايا أنصار السنة يتبنى تفجير حي المزة بدمشق

السياسي – للمرة الرابعة في أقل من 7 أشهر على تأسيسه المفترض، يظهر اسم “سرايا أنصار السنة” مقترنًا بحادث إرهابي في سوريا، وكان ذلك بعدما تبنى تفجير سيارة مفخخة في حي المزة 86 بدمشق، قالت السلطات إنه استهدف “أحد عناصر الأمن الداخلي”.

لكن التنظيم ما زال يثير جدلاً يشكك حتى بوجوده، بينما هناك من يربطه بتنظيم “داعش”، فما هذا التنظيم؟

جاء الإعلان عن “سرايا أنصار السنة” تزامناً مع الجرائم التي شهدها الساحل السوري، وفي الأول من فبراير الماضي، أعلن عن نفسه حين تبنى جرائم في قرية “أرزة” التي يقطنها علويون في ريف حماة، وتل ذهب. وبعد نحو شهر، (في 5 مارس الماضي) أعلن التنظيم أنه شارك في إحراق غابات في الساحل السوري.

إلا أن الجريمة الأكبر التي أعلن مسؤوليته عنها كانت الهجوم الانتحاري على كنيسة مار إلياس في دمشق، يوم 22 يونيو الماضي، ما أدى إلى مقتل 25 وإصابة نحو 60.

السلطات السورية أعلنت وقتها أن تنظيم “داعش” هو المسؤول عن الجريمة، ووصفت وزارة الخارجية السورية الجريمة بأنها “محاولة بائسة لضرب التعايش الوطني وزعزعة الاستقرار، وردّ من فلول الإرهاب على الإنجازات الأمنية المتواصلة التي تحققها الدولة”.

كذلك اتهمت السلطات السورية “داعش” بالمسؤولية عن العملية الأخيرة في حي المزة 86، قبل أن تعلن “سرايا أنصار السنة” مسؤوليتها عنها.

ما زال الغموض يحيط بالتنظيم، حتى أن هناك من يشكك في وجوده أصلاً، ويُنظر إلى السرايا على أنها “نسخة” من داعش، بينما هناك من يقول إنها انشقت عن “هيئة تحرير الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً).

ويشير “مرصد الأزهر لمكافحة التطرف” إلى حالة الغموض التي تحيط بهوية قادتها وأعداد مقاتليها.

ويضيف أن الجماعة “التي تزعم أن قائدها يُدعى “أبو عائشة الشامي”، هي امتداد فكري لتنظيم “داعش”، ويقول إنها “تعتمد خطابا دعائيا طائفيا متطرفا، يشابه خطاب تنظيم داعش، ويتسم محتواها بالتحريض ضد المسيحيين والعلويين، ورفض مفاهيم المواطنة والدستور”.

بينما يقول “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” في دراسة له عن التنظيم إن جذور “سرايا أنصار السنة” تعود إلى ما قبل سقوط النظام، عندما كانت تنتمي، كما يُزعم إلى “هيئة تحرير الشام”، ويضيف أنها انشقت عن “هيئة تحرير الشام”.

وحسب دراسة المعهد: “يمكن اعتبار “سرايا أنصار السنة” عملية إعلامية، أو جماعة واجهة لـ”داعش”، أو جماعة منشقة عن “هيئة تحرير الشام” عادت إلى التطرف السلفي الجهادي بعد سقوط نظام بشار الأسد”.

وكان موقع “المونيتور” نقل عمن وصفه بأنه “أحد قادة داعش من ذوي الرتب المتوسطة” أن “الجماعة المتطرفة مرتبطة بالفعل بتنظيم داعش، وشبّهها بتنظيمي جند الأقصى وجيش خالد بن الوليد المنحلين، اللذين “كانا يتصرفان كما لو كانا منفصلين ولكنهما مرتبطان بنا”.

وأشار الموقع إلى أنه أجرى اتصالاً بمتزعم السرايا (أبو عائشة الشامي)، ونقل عنه نفيه القاطع لأي صلة لتنظيمه بـ”داعش” إلا أنه أشاد ببعض أفعال داعش قائلاً إنها “تستحق الإشادة والتذكير”، وأشار في الوقت ذاته إلى أن “داعش ارتكب بعض الأخطاء”.

كما نقل الموقع عن “مصدر سوري غير مرتبط بالجماعتين” أنه “قبل وقت قصير من هجوم الكنيسة، أرسلت “سرايا أنصار السنة” رسالة إلى داعش تتضمن رغبتها في التواصل معها”.