السياسي – كشفت صحيفة “معاريف” العبرية عن تقدم في مفاوضات سرية بين إسرائيل وعدة دول أفريقية، في إطار تنفيذ خطة ترامب للتهجير من غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مشاركة في المفاوضات قولها إن “بعض الدول الأفريقية مهتمة بالمال مقابل أعداد لم تحدد من الفلسطينيين لتهجيرهم إليها، فيما هناك دول أخرى تريد مطالب مختلفة، وإسرائيل غير مستعدة لتلبيتها”.
ولم تكشف هذه المطالب، ويبدو أنها تتعلق بأمور عسكرية، وفق المصادر.
وذكرت الصحيفة أنه في ضوء إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمره الصحفي، أن عملية تنفيذ الهجرة الطوعية مستمرة في غزة، أشارت “معاريف” إلى أن هناك مفاوضات متقدمة تجري في الآونة الأخيرة مع عدد من الدول في أفريقيا، بهدف التوصل إلى اتفاقيات بشأن استيعاب المهاجرين من غزة.
وتشرف على هذه المفاوضات السرية كلٌّ من إسرائيل والولايات المتحدة، ويتم تنفيذها بالتنسيق والتعاون بينهما.
وبحسب مصادر مطّلعة على المحادثات، فقد أبدت عدة دول استعدادها لاستقبال سكان غزة الراغبين في مغادرة القطاع على أراضيها.
وقد وصلت المحادثات مع هذه الدول إلى مراحل متقدّمة، وأصبح النقاش الرئيس يدور الآن حول قضايا التمويل والعوائد التي تسعى الدول إلى الحصول عليها في إطار تنفيذ برنامج “الهجرة الطوعية”.
ووفقًا للصحيفة، فإن هناك دولًا مهتمة بالحصول على المال، وأخرى تسعى للحصول على دعم أمريكي في قضايا سياسية مختلفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الدول تشدد على مطالب أخرى مقابل موافقتها على استيعاب المهاجرين من غزة. وهي مطالب لا يمكن تحديدها، بحسب الصحيفة، كما أن إسرائيل غير مستعدة للرد عليها، وفقًا للمصادر المطلعة.
ولا تشمل المفاوضات مجرد عرض عام، بل تتضمن خطة استيعاب منظمة ومفصلة، تشمل إنشاء وتنمية مستوطنات مخصصة، وتهيئة ظروف معيشية، وتوفير أطر تعليمية لأطفال المهاجرين، وفرص عمل للبالغين.
ووفقًا للتقرير العبري، أوضحت الأطراف المشاركة في بناء البرنامج وفي المحادثات مع الدول المُستقبِلة المُحتملة، أن آلاف المهاجرين الأوائل سيكونون خير سفراء لبرنامج “الهجرة الطوعية”.
وأضاف التقرير أن هؤلاء المهاجرين سيحتاجون إلى الحصول على ما سُمِّي بـ”سلة استيعاب” عالية الجودة، تُلبِّي الاحتياجات الأساسية للمهاجر الراغب في بناء حياته في بلد جديد، من مسكنٍ، ومجتمعٍ، وسبلِ عيشٍ، وأُطرٍ تعليمية لأطفاله.
وتعتمد إسرائيل على الرسائل التي سيكتبها المهاجرون الأوائل لأقاربهم الذين بقوا في غزة؛ فإذا رضيت هذه الآلاف من المهاجرين الأوائل، فسيتبعهم عشرات، بل مئات الآلاف، وفقًا للترويج الإسرائيلي.