السياسي-24-وكالات
في خطوة علمية فريدة ومدهشة، أعلنت مجموعة من الشركات العالمية عن مشروع طموح لصناعة مادة فاخرة من “جلد تيرانوصور ريكس”، بالاعتماد على تقنيات الهندسة الجينية والبيوتكنولوجيا المتطورة.
هذه المغامرة لا تتجه إلى المستقبل بقدر ما تغوص في أعماق الماضي، نحو عصر يعود إلى سبعين مليون سنة، بحثاً عن إلهام جديد في عالم الموضة.
ويعمل فريق من العلماء على استنساخ تسلسل بروتينات قديمة لتكوين جلد التيرانوصور بشكل اصطناعي، الهدف هو ابتكار مادة فاخرة يمكن استخدامها في صناعة حقائب يد، وسترات، وحتى مقاعد سيارات مستوحاة من هيبة الديناصور الأشهر في التاريخ.
من المختبر إلى خطوط الموضة
المشروع تقوده شركات “The Organoid Company” و”Lab-Grown Leather Ltd” بالتعاون مع وكالة الإبداع “VML”، انطلاقاً من مختبر متقدم في مدينة نيوكاسل البريطانية.
ويستند البحث إلى اكتشاف علمي نادر يعود إلى عام 1988، حين عثر علماء في ولاية مونتانا الأمريكية على واحدة من أكثر حفريات التيرانوصور اكتمالاً، تضمنت كولاجين محفوظاً وبروتينات دم ما زالت بحالة جيدة.
وبفضل هذا الاكتشاف، أمكن للعلماء اليوم استنساخ تسلسل كولاجين كامل وزرعه في خلايا جلدية مخبرية، لتكوين شبكة طبيعية من الكولاجين تتحول لاحقًا إلى مادة حيوية أطلقوا عليها اسم “جلد التيرانوصور”.
وما يميز هذا الابتكار أنه لا يقتصر على تحقيق إنجاز علمي فقط، بل يقدم أيضاً بديلاً صديقاً للبيئة ولحقوق الحيوان.
يتمتع الجلد المصنع بصلابة الجلد الطبيعي ومرونته، مع ميزة إضافية: قابلية التحلل الحيوي، وخلوه التام من أي قسوة أو استغلال للكائنات الحية.
من الإكسسوارات إلى السيارات الفاخرة
الخطوة الأولى للمشروع ستبدأ مع إطلاق مجموعة محدودة من الإكسسوارات الفاخرة مع نهاية عام 2025، قبل التوسع لاحقاً إلى قطاعات أخرى مثل صناعة السيارات الراقية.
وأكد توماس ميتشل، الرئيس التنفيذي لشركة The Organoid Company، أن المشروع يهدف إلى “إعادة رسم ملامح البيولوجيا القديمة لصنع مواد جديدة تلائم تطلعات جيل يبحث عن الابتكار ويحترم البيئة”.
من جانبه، أضاف باس كورستن، المدير الإبداعي العالمي في VML: “مع جلد التيرانوصور، نحن لا نبتكر منتجاً فحسب، بل نعيد الحياة لمخلوقات ما قبل التاريخ بأسلوب حديث وجريء”.
من ناحية أخرى، تجربة جلد التيرانوصور ليست الأولى في استحضار الماضي العلمي، ففي عام 2023، نجح علماء في زراعة كرات لحم باستخدام خلايا مستنسخة من الماموث الصوفي، مستعينين بشيفرة وراثية من الفيل لسد الفجوات الجينية.
ورغم وصولهم إلى منتج صالح -نظرياً- للأكل، ظل العلماء مترددين في تذوقه، خشية من آثار البروتينات القديمة على صحة الإنسان.