السياسي – أثار غياب تونس عن الجلسة الأممية الخاصة بتسوية القضية الفلسطينية جدلا سياسيا ودبلوماسيا في البلاد.
وأثار موقف تونس جدلا واسعا في البلاد، وخاصة أن البعض اعتبر أنه يتعارض مع الموقف الرسمي الداعم لفلسطين.
وكتب عبد الوهاب الهاني الخبير الأممي السابق ورئيس حزب المجد تحت عنوان “دبلوماسية الغياب والفرار والانسحاب والتولي يوم الزحف”: “هذا الغياب في تصويت مصيري في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة ذات السيادة ضمن حل الدولتين، سيبقى وصمة على في جبين الدبلوماسية التونسية”.
وأضاف: “تونس التي احتضنت الثورة الفلسطينية، وكانت منطلق العودة لأرض التكوين الأول لبناء الدولة الفلسطينية على كل شبر يسترد أو يحرر من أرض فلسطين، تونس لا يمكن ان تغيب ولا ان تتوارى ولا ان تنسحب من ساحة الوغى الدبلوماسية”.
وكتب الدبلوماسي السابق إلياس القصري “الحمد لله على التقاعد من الوظيفة العموميًة والدبلوماسيًة كي لا اجابه الامتحان العسير بتفسير الموقف الرسمي التونسي تجاه القضيًة الفلسطينيًة في المنتظم الدولي”.
وأضاف: “أربعون سنة خدمة في الدبلوماسيًة وفي مناصب عليا تجعلني أتساءل عن مال الضوابط التاريخيًة للدبلوماسيًة التونسيًة التي جعلت غولدا مائير تضع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في صدارة أعداء إسرائيل بتعلًقه بالشرعيًة الدوليًة ومنهجيًة التفاوض ومرحليًة المكاسب”.
وتابع القصري: “الحمد لله على دبلوماسية العهد الجديد وحرصها الثابت على الذود عن كرامة وسيادة البلاد وسلامة ترابها ومواطنيها ودعمها الراسخ للقضيًة الفلسطينيًة!”.
ودونت البرلمانية سيربن مرابط: “تونس تكتب التاريخ كالعادة في موقفها من القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني”.
وأوضحت بالقول: “تونس تتمسّك بموقف شعبها من حقّ الشّعب الفلسطيني في استرجاع فلسطين كلّ فلسطين وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشّريف، وتمتنع عن التّصويت عن مشروع ما يسمّى بـ”حل الدولتين” في الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة”.
وختمت بالقول: “تونس لا تعترف بالكيان الصهيوني كدولة وتقولها اليوم أمام العالم. لنا شرف المواقف سياسيا ودبلوماسيا”.
يذكر أن تونس أعلنت تحفظها على بعض النقاط الواردة في بيان القمة العربية في المنامة العام الماضي والتي تتعلق أساساً بـ”حل الدولتين” وحدود 1967، على اعتبار أنه يتعارض مع موقف تونس الداعم لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس على كامل الأراضي المحتلة.