السياسي – يعيش آلاف المصابين والمرضى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة حالة من القلق، مع تصاعد المخاوف من اجتياح الاحتلال الإسرائيلي المحتمل للمدينة، في وقت يفتقر فيه معظمهم إلى القدرة على التنقل أو النزوح لمكان آخر.
ويصف أطباء ومسعفون الوضع في المستشفى بأنه “كارثي”، حيث يقف المرضى أمام خيارين كلاهما مر وهما البقاء تحت القصف أو مواجهة عجز التنقل في ظل غياب أماكن بديلة للعلاج.
يقول أحد الجرحى: “لا أستطيع السير خطوة واحدة خارج القسم، فأين أذهب إذا اجتاحوا المدينة؟ حتى لو حاولت الهروب، لا توجد خيام أو مأوى أو سيارات إسعاف يمكنها نقلنا”، ويشير آخر إلى أن تكلفة النقل إن وجدت باتت “تفوق قدرة أي أسرة في غزة بالإضافة إلى أسعار الخيام التي وصلت إلى 2000 شيكل”، وسط أزمة حادة في الوقود وندرة وسائل النقل، بينما لا يملك ذوو المصابين خيارا سوى البقاء بجانبهم في المستشفى.
وتأتي هذه المخاوف في وقت تدخل فيه حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة شهرها الـ 23 ، وسط حصار خانق أدى إلى انهيار المنظومة الصحية بشكل شبه كامل.
وتحولت مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع، منذ أشهر إلى ملجأ للمرضى والمصابين وعشرات آلاف النازحين، الذين يفترشون ساحاته وغرفه وممراته بعد أن فقدوا منازلهم، ومع تدمير معظم المراكز الطبية الأخرى، لم يعد أمام السكان سوى التمسك بالمستشفى كخط الدفاع الأخير عن حياتهم.
وفي ظل عجز المجتمع الدولي عن فرض هدنة أو تأمين ممرات إنسانية، يتخوف الأطباء والجرحى من أن يكون أي اجتياح جديد للمدينة بمثابة “كارثة مضاعفة”، سيجد المرضى أنفسهم عالقين بين جدران مهددة بالقصف، دون إمكانية للهرب أو تلقي العلاج.