جنرال إيراني يعترف بالهزيمة في سوريا وينتقد الأسد

السياسي – نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته مراسلتها لشؤون إيران فرناز فصيحي، قالت فيه إن جنرالا إيرانيا بارزا اعترف بهزيمة بلاده هزيمةً منكرة في سوريا.

وجاءت تصريحات الجنرال بعد أسابيع من محاولة المسؤولين الإيرانيين التقليل من خسارة سوريا وانهيار النظام الموالي لها في دمشق والذي قاده بشار الأسد. وقدم الجنرال الذي وصفته الصحيفة بالمهم، رؤية صريحة حول الضربة التي تلقتها إيران ومنظورها العسكري في المستقبل.

وتقول فصيحي إن رؤية الجنرال تتناقض بشكل كبير مع الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية بشأن الانهيار السريع لنظام الأسد.

وقال الجنرال إسباطي: “لا أعتقد أن خسارة سوريا أمر يجب أن نفتخر به”. ونُشر التسجيل الصوتي على موقع تابع لجماعة عبدي ميديا في جنيف، وجاء فيه: “لقد هُزمنا، وهزمنا بشكل سيئ. تلقينا ضربة قوية وكانت صعبة”.

وكشف إسباطي عن أن العلاقة مع الأسد كانت متوترة منذ عدة أشهر قبل فراره. وقال إن الزعيم السوري رفض الاستماع لمطالب إيرانية متكررة بالسماح للميليشيات التي تدعمها إيران بفتح جبهة أخرى ضد إسرائيل من الأراضي السورية، وذلك في الفترة التي أعقبت هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وظلت إيران الحليف المهم لسوريا على مدى عدة عقود. وتحولت في عهد بشار الأسد الذي قمع الثورة إلى مركز قيادة وإمداد لحلفائها في لبنان، وتحكمت طهران بمطارات ومخازن أسلحة، وأدارت قواعد لإنتاج المسيرات والصواريخ.

وأشرف إسباطي في سوريا على العمليات العسكرية الإيرانية، ونسّق عن قرب مع الوزراء السوريين ومسؤولي الدفاع ومع الجنرالات الروس، متجاوزا حتى القائد العام لفيلق القدس، الجنرال إسماعيل قاآني، الذي يشرف على شبكة الميليشيات الإقليمية المدعومة من إيران.

وقال الجنرال إسباطي إن انهيار نظام الأسد كان محتوما نظرا للفساد والقمع السياسي والضائقة الاقتصادية التي تواجه الناس، من انقطاع الكهرباء إلى الرواتب القليلة.

وأضاف أن الأسد تجاهل التحذيرات التي طالبته بالإصلاح. وعلق المحلل رحمتي أن مقارنة ما قاله الجنرال بالوضع الحالي في إيران لا يمكن تجاهلها.

وعلى الرغم من تأكيدات الجنرال بشأن تفعيل الشبكات، فإنه لا يزال من غير الواضح ما الذي تستطيع إيران أن تفعله في سوريا، نظرا للمعارضة العامة والسياسية التي واجهتها في البلاد، والتحديات التي تواجهها في الوصول إليها، برا أو جوا. وحذرت إسرائيل من أنها ستدمر أي جهود إيرانية تكتشفها على الأرض في سوريا.

وقال إن إيران ستستفيد إذا انزلقت سوريا إلى الفوضى؛ لأنها تعرف كيف تعمل وتضمن مصالحها في مشهد مضطرب. ويتمتع الحرس الثوري في إيران بسلطة تحديد السياسة الإقليمية وتجاوز وزارة الخارجية.

إلا أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي،  له الكلمة الأخيرة في الأمور الرئيسية للدولة. وقال في خطابين على الأقل منذ سقوط الأسد، إن المقاومة لم تمت في سوريا، مضيفا أن شباب سوريا سيستعيدون بلادهم من “المتمردين”، الذين وصفهم بعملاء إسرائيل والولايات المتحدة.

وألقى الجنرال إسباطي خطابه في 31 كانون الأول/ ديسمبر، أمام ضباط الجيش والمصلين بالمسحد. وكان عنوان خطابه: “الإجابة على الأسئلة حول انهيار سوريا”. وبدأت الجلسة عندما أخبر الجنرال إسباطي الحشد أنه غادر سوريا على متن آخر طائرة عسكرية إلى طهران في الليلة التي سبقت سقوط دمشق في أيدي المعارضة.

وعلى الرغم من هذه التقييمات، قال الجنرال إسباطي إنه يريد أن يطمئن الجميع بعدم القلق، وزعم أن إيران وحلفاءها يحتفظون باليد العليا على الأرض.

تابعنا عبر:

شاهد أيضاً