جيش الإحتلال يطالب بزيادة موازنته

السياسي – أشار تقرير إسرائيلي إلى أنه، ووفق التقديرات، تتجاوز الأضرار التي خلفتها الصواريخ الإيرانية على مبان وممتلكات وبنى تحتية 571 مليون دولار، وهو قريب لمجمل كلفة الأضرار التي خلفتها الحربان على قطاع غزة ولبنان، في الجنوب والشمال.
مع توقعات جيش الاحتلال الإسرائيلي باستمرار الحرب لأكثر من أسبوعين في الأقل، وتعزيز هذه التوقعات مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالتمهل أسبوعين قبل اتخاذ قراره في شأن التدخل في حرب إيران، طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي بزيادة موازنته بـ8 مليارات ونصف مليار دولار، ليتمكن من استكمال حربه في ايران وضمان استمرار نشاط الجيش في لبنان وسوريا وغزة، والأهم، كما قال مسؤول عسكري، هو تعبئة مخازن الأسلحة التي بدأت تنفذ سواء الهجومية، وبينها القنابل أو الدفاع، والأخطر بينها “حيتس”، وهي المنظومة المعتمد عليها في مواجهة صواريخ إيران الباليستية.

يأتي هذا المطلب مع ارتفاع الأصوات المحذرة من خطورة استمرار الحرب في ظل اتساع الفجوة بين خطة الجيش، وما يقرره مع القيادة من عمليات لتنفيذها داخل إيران، وبين الواقع في الجبهة الداخلية، إذ شكلت رشقة صواريخ أمس الخميس، نقطة فارقة في موقف ووضع الجبهة الداخلية، وتعالت الأصوات المنتقدة متخذي القرار بعد خمسة أيام فقط من دعم 89 في المئة من الإسرائيليين الحرب على إيران.

-لن نضحي بأنفسنا

مطلب موازنة الجيش أشعل بدوره النقاش في ظل الارتفاع الهائل للأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية، في مقابل عدم تزويد الموازنات الجبهة الداخلية لضمان حماية السكان، الذين يعتبرون أن الخطر الذي يتعرضون له بمثابة إهمال كبير من متخذي القرار.

آفي بنياهو المتحدث السابق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتبر أن الفجوة تتسع بين بنك أهداف الحرب وما هو على أرض الواقع، وقال في أعقاب الأضرار الخطرة التي ألحقتها صواريخ الخميس، “على متخذي القرار أن يدركوا أننا وسط حرب مع دولة تمتلك أكثر من ألفي 2500 صاروخ، ومخزوناً كبيراً من الأسلحة المتنوعة، وطائرات مسيرة، وما يحدث هنا معجزات حقيقية كون الصواريخ لم تأت مباشرة على المباني أو المستشفيات. تصوروا لو جاءت إصابة الصاروخ مباشرة، فستكون النتائج مدمرة، ولا أفهم كيف لم تأخذ القيادة في حساباتها ما سيحدث في حربها مع إيران”.

وكانت إسرائيل اتخذت قراراً خففت بموجبه التعليمات والقيود على الجمهور، في وقت لم تعد صفارات الإنذار آمنة للسكان بسبب خلل يحول دون إطلاقها لتحذير السكان قبل وصول الصاروخ، وهو ما جعل كثيرين لا يدخلون إلى الملاجئ والغرف الآمنة، وفقط الحظ منع إصابة كثيرين.

أكثر من 200 إصابة هو مجمل سقوط 25 صاروخاً وقعت في حيفا ومركز تل أبيب وبئر السبع في الجنوب، ووقعت الإصابات الأخطر في المباني التي أصيبت وسط تل أبيب بصاروخ. ووفق التقديرات العسكرية فإن أحد الصواريخ المنفجرة كان مزوداً برأس حربي عنقودي، مما أدى إلى تناثر صواريخ صغيرة متفجرة في مناطق عدة في محيط تل أبيب، بينها يافا وأور يهودا وغوش دان وغيرها.

أما استخدام هذه النوعية من الصواريخ فيعود، بحسب الإسرائيليين، لنقطتين: محاولة إيران التخفيف من الضغط العسكري الذي تتعرض له بلداتها نتيجة القصف الإسرائيلي، ومحاولتها عبر قصف ثالث أكبر مستشفى، وهو مستشفى “سوروكا” في بئر السبع في الجنوب، إلحاق مزيد من الضرر في عدد كبير من البلدات، مما خلق ضغطاً دفع الإسرائيليين إلى مطالبة حكومتهم بوقف الحرب، علماً أن أكثر من خبير إسرائيلي تحدث عن  أن الصاروخ لم يسقط مباشرة في المستشفى بل في منطقة قريبة منه، لأنه لو طاول المستشفى لكان عدد القتلى والجرحى مرتفعاً كثيراً.

من جهته حمل بنياهو متخذي القرار مسؤولة الخطر الذي يتعرض له السكان جراء الصواريخ الإيرانية، وقال “هناك لعبة تدور بين الجبهة الداخلية والجمهور من جهة، ومتخذي القرار من جهة أخرى، في كيفية التناسب بين القرارات التي يتخذونها، وبين الواقع الذي تعانيه الجبهة الداخلية”، وتابع “أخشى من اتساع الفجوة بين أداء الجيش وسلاح الجو والموساد والدفاع الجوي، وبين أدائنا هنا في الجبهة الداخلية، الفجوة كبيرة جداً. لقد سمعت رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) ووزير المالية (بتسلئيل سموتريتش) وهما يتوجهان للناس بالقول إن كل شيء سيكون على ما يرام، أنتم ستكونون على ما يرام، هذه تصريحات والواقع على الأرض أمر آخر”.