السياسي – بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي توجيه ضربات واسعة النطاق وتعزيز قواتها في مناطق داخل قطاع غزة، ضمن مراحل بداية عملية “عربات جدعون” في قطاع غزة
وقال المتحدث باسم جيش الإحتلال أفيخاي أدرعي في بيان: “خلال اليوم الأخير بدأ جيش الدفاع شن ضربات واسعة وحشد القوات في مناطق مسيطر عليها داخل قطاع غزة، وذلك ضمن مراحل بداية حملة عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كافة أهداف الحرب بما فيها تحرير المختطفين والقضاء على حركة حماس”.
وأضاف: “ستواصل قوات الاحتلال في القيادة الجنوبية العمل لحماية مواطني إسرائيل وتحقيق أهداف الحرب”.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن عملية مركبات جدعون ستبدأ قريبا، مشيرة إلى أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غادر الشرق الأوسط، وبحسب العملية سيتم اجتياح عموم قطاع غزة ودفع سكانه نحو محافظة رفح ومن ثم مطار رامون”.
وفقا للخطة التي وضعها رئيس الأركان إيال زامير وقيادة الجيش، وتمت المصادقة عليها من قِبل وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سيعزز الجيش الإسرائيلي قواته وسيتحرك بقوة من أجل حسم حماس عسكريا وتدمير قدراتها القتالية والحكمية، مع خلق ضغط شديد من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى.
وسيُمنح غطاء حماية قوي للقوات المناورة من البر والجو والبحر، من خلال استخدام أدوات ثقيلة لتفكيك العبوات الناسفة وتدمير المباني المهددة، بحسب الخطة.
العنصر المركزي في الخطة هو إجلاء واسع النطاق لجميع سكان غزة من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى المناطق الجنوبية من القطاع، مع “فصلهم عن عناصر حماس، من أجل تمكين الجيش من حرية عمل عملياتية”.
وعلى خلاف ما سبق، سيبقى الجيش الإسرائيلي في كل منطقة يتم السيطرة عليها “لمنع عودة الإرهاب”، وسيتم التعامل مع كل منطقة يتم “تطهيرها” وفق نموذج رفح، حيث تم تحييد جميع التهديدات وتحويلها إلى جزء من المنطقة الأمنية.
وبحسب الخطة، سيستمر الحصار الإنساني وفقط في وقت لاحق بعد بدء العمليات القتالية والإجلاء الواسع للسكان إلى الجنوب، سيتم تنفيذ خطة إنسانية كما عُرضت يوم الأحد من قِبل الجيش وصادق عليها المجلس الوزاري.
اهداف العملية وفق الاعلام العبري
عنوان: عملية “مركبات جدعون” – تهجير ممنهج بغطاء إنساني وخريطة تكشف النوايا
في تغريدة نشرها الصحفي الإسرائيلي بن تسيون مكاليس، كُشف النقاب عن الخطة العملياتية الكاملة لعملية “مركبات جدعون” التي تستهدف إعادة رسم الواقع في قطاع غزة من خلال أدوات عسكرية، أمنية، وإنسانية مدمجة ضمن رؤية استراتيجية طويلة الأمد.
أولًا: نظرة عامة على الخطة
1.الهدف المركزي: السيطرة التامة على القطاع، إنهاء حكم حماس، وإعادة تشكيل الخريطة السكانية والديمغرافية في غزة.
2.إقامة منطقة أمنية معقّمة بين محور موراغ (شمالًا) ومحور فيلادلفي (جنوبًا)، تخلو تمامًا من المدنيين والمقاومين، وتخضع لسيطرة دائمة للجيش الإسرائيلي.
3.إنشاء “منطقة إنسانية” داخل هذه المساحة، تُوزع فيها المساعدات فقط عبر شركات مدنية، وتحت إشراف أمني دقيق، لضمان إقصاء حماس عن ملف الإغاثة.
4.عملية اجتياح بري واسعة نحو عمق القطاع، تستهدف البنية التحتية، وتؤدي إلى سيطرة ثابتة بلا انسحاب.
5.تهجير السكان المدنيين إلى الجنوب، سواء إلى أطراف المنطقة المعقّمة أو خارجها.
6.فتح ممر هجرة “طوعية” من غزة إلى معبر كرم أبو سالم، ومنه إلى مطار رامون داخل إسرائيل، بهدف تشجيع الخروج الدائم من القطاع.
7.توقيت التنفيذ: يُحتمل بعد زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي حال فشل المفاوضات السياسية.
⸻
ثانيًا: شرح تفصيلي للخريطة المرفقة
الخريطة التي نشرها مكاليس تترجم هذه الخطة بصريًا، وتكشف حدود ومسارات التحرك كما يلي:
•المساحة الصفراء: تمثل المنطقة التي ستخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، وتمتد من بيت حانون شمالًا إلى رفح جنوبًا.
•الخطوط الحمراء المتقاطعة: تدل على المناطق التي سيتم “تطهيرها” من السكان والمسلحين – تُعرف بـ”المناطق المعقّمة”.
•الأسهم السوداء: تُظهر اتجاه اجتياح قوات الجيش الإسرائيلي نحو وسط القطاع، بما يشمل مدينة غزة، مخيمات الشمال، النصيرات، المغازي وغيرها.
•الأسهم الزرقاء: ترمز إلى مسارات ترحيل السكان جنوبًا، إلى ما يُفترض أنه منطقة إنسانية أو معسكرات لجوء مؤقتة.
•السهم الأسود الكبير نحو الجنوب الغربي: يشير بوضوح إلى ممر عبور من رفح إلى مطار رامون (مكتوب “לנמל רמון” = إلى مطار رامون)، مما يعني الترتيب الفعلي لفتح ممر خروج من القطاع إلى خارج فلسطين.
•المربعات الخضراء: على الأغلب تمثل نقاط تفتيش أو معابر مراقبة.

⸻
ثالثًا: دلالات الخطة وأبعادها
•تهجير قسري تحت غطاء إنساني: استخدام مصطلحات مثل “منطقة إنسانية” أو “هجرة طوعية” لا يغيّر من واقع أن الخطة تفرض على السكان الخروج من أراضيهم تحت الضغط العسكري والحصار.
•إقصاء حماس من الداخل: من خلال منعها من الوصول إلى شبكات الدعم والإغاثة، وقطع تواصلها مع السكان.
•إعادة ترسيم حدود غزة فعليًا: بإنشاء “منطقة أمنية” يتحكم بها الاحتلال، تكون بمثابة “منطقة عازلة” تُقضم من الجغرافيا الغزية دون إعلان رسمي.
•خلق أزمة ديمغرافية: تهجير عشرات آلاف العائلات إلى الجنوب، مع احتمال تهريبهم لاحقًا خارج القطاع، بما قد يؤدي إلى تغيّر سكاني دائم.
⸻
خلاصة
ما يظهر من هذه الخطة والخريطة المرفقة معها هو أنها لا تستهدف حماس فحسب، بل كل غزة. وهي تحمل ملامح مشروع ترحيل جماعي وتغيير ديمغرافي أشبه بما حدث عام 1948، ولكن بأسلوب أكثر تنظيمًا، وتحت غطاء “العمل الإنساني”