حال التوصل لاتفاق – هل تنعكس التهدئة بغزة على جنوب لبنان

السياسي – وسط استعدادات لاستكمال مفاوضات وقف الحرب في غزة بالقاهرة، بعد يومين من التباحث في الدوحة، تتصاعد حدة التصعيد العسكري بين إسرائيل و”حزب الله” في جنوب لبنان.
وكان المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين قد أكد في زيارته الأخيرة للبنان، أن وقف إطلاق النار في غزة سينعكس على الحرب في جنوب لبنان، وهو ما اتفق عليه الخبراء، لا سيما مع الرد المنتظر لـ”حزب الله” على اغتيال فؤاد شكر.
وقال مراقبون، إن “الرد على اغتيال شكر سيكون منفصلا، وإن أي اتفاق لوقف العدوان على غزة سينعكس على التصعيد في جنوب لبنان، وقد يفضي إلى حل سياسي بالمنطقة”.
وأكدت قطر ومصر وأمريكا، اليوم الجمعة، أن كبار المسؤولين من حكوماتها سيجتمعون مرة أخرى في العاصمة المصرية القاهرة بشأن وقف النار في قطاع غزة، قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين في التوصل لاتفاق وفق الشروط الحالية المطروحة.
جاء ذلك في بيان مصري قطري أمريكي مشترك، وفقا لوزارة الخارجية القطرية.
وذكر البيان، أنه “على مدى الـ48 ساعة الماضية في الدوحة، انخرط كبار المسؤولين من حكوماتنا في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين. كانت هذه المحادثات جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية”.
وتابع أنه “في وقت سابق اليوم الجمعة في الدوحة، قدمت أمريكا بدعم من قطر ومصر لكلا الطرفين اقتراحا يقلص الفجوات بينهما، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في 31 مايو/ أيار 2024 وقرار مجلس الأمن رقم 2735، ويبني هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق”.
-علاقة متزامنة
اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أن “حزب الله وجميع الأطراف المتحالفة معه، أكدت أنها مرتبطة بالهدنة التي يمكن أن تحدث في قطاع غزة، وأي وقف للحرب سينعكس حكما على لبنان، لأنه لم يعد هناك أي مبرر لتوسيع دائرة المعارك”.
وقال من جهة لبنان، هناك شبه اتفاق بين مختلف الأطراف اللبنانية، والدولية تؤكد على تنفيذ القرار 1701، وإذا كان قرار المفاوضات القائمة حاليًا، وقف إطلاق النار في غزة، هذا يعني هدنة في لبنان وتوقيف الجبهات، ويمكن الدخول في ترتيبات أو حوار أو مساعٍ من أجل تطبيق القرار الأممي الذي يمكن أن يكون مدخلا جديا لاتفاقية سلام ثابتة ودائمة في الجنوب.
وأكد أن المدخل الأساسي هو وقف الحرب في غزة وإيجاد تسوية، وهو ما سينعكس على الوضع في الجنوب اللبناني، وسيفتح المجال أمام عقد مؤتمر دولي تشارك فيه الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة، ويمكن أن يعطي التفسيرات لتطبيق اتفاق 1701 حتى يتم وضع آلية تنفيذية له.
ويرى أن هناك بعض الأمور التي يجب توضيحها، في القرار الأممي، وإيجاد آلية لتطبيق القرار، مشيرًا إلى أن وقف النار في غزة يفتح المجال أمام حوار سياسي لإيجاد خارطة طريق لتطبيق حل سياسي شامل ودائم، وأن حديث المبعوث الأمريكي للبنان بأن وقف الحرب في غزة يفتح الطريق أمام هدنة في لبنان منطقي وموضوعي.
-وقف الحرب
من جانبه أكد الناشط المدني اللبناني أسامة وهبي، أن حديث هكوشتاين عن انعكاس وقف الحرب في غزة على جنوب لبنان يتفق مع تصريحات الأمين العام لحزب الله، التي ذكرها أكثر من مرة، معتبرًا أن هذا يؤكد جدية ما يقوله نصر الله وأن الأمريكيين يثقون في هذا الكلام، وهو معطى يمكن التفاوض على أساسه.
وقال حال توصل المحادثات القائمة بين إسرائيل وحماس إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، سينعكس على جنوب لبنان، لا سيما وأن الحزب قال إن الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر غير مرتبط باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتابع: “الرد على اغتيال شكر قد يذهب بعيدا عن الجبهة والميدان، وقد يكون في أماكن أخرى، أو خارج إسرائيل، بالتالي سيكون منفصلا عن المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
وأوضح أن أي اتفاق في غزة سيكون له انعكاسات على لبنان، وقد يعود بعدها المبعوث الأمريكي إلى لبنان مرة أخرى لاستكمال المفاوضات التي كانت قائمة قبل 7 أكتوبر، حول ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، على غرار ما حدث في الترسيم البحري.
وبدأت أمس الخميس، جولة مفاوضات جديدة في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة أمريكية قطرية مصرية، لبحث التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى في قطاع غزة، في ظل غياب حركة حماس، التي ترفض المشاركة، حيث تؤكد على مطالبها وبأنها قد وافقت على ما تم طرحه سابقا، وبأنها لن تعود للمفاوضات لإعطاء نتنياهو، المزيد من الوقت.
ووصف رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والتي تعقد في العاصمة القطرية الدوحة، بـ”الخرطوشة الأخيرة”.
وأوضح بري أن ما يوصف بقضية “الحرب الكبرى تتوقف على الأيام القليلة المقبلة”، في إشارة إلى المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة، لافتا إلى أن “الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين، أكد أن المفاوضات ستحدث على أساس اقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأساسي دون أي تعديلات”، حسبما نقل موقع قناة “الجديد” اللبنانية.
وأضاف بري أن “هوكشتاين أكد أن الولايات المتحدة مارست ضغطا كبيرا على نتنياهو، جعلته يقبل باقتراح بايدن”، مضيفا: “سمعت من هوكشتاين أن أمريكا تريد التهدئة وتخفيض التصعيد العسكري ولم يطلب منا أي تدخل مع حزب الله”.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية “طوفان الأقصى”؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وبلغ عدد القتلى الفلسطينيين، جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، أكثر من 40 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

شاهد أيضاً