حرب الرسائل بين إسرائيل وحزب اللة

عصام ابو بكر
عصام أبوبكر

بعد إعلان حزب اللة عن إغتيال حسن نصر اللة الأمين العام للحزب وإعتراف إيران بإغتيالة والتي يبدو أن إيران قد ضحت به وبحزب اللة وضحت بلبنان كلها للمحافظة علي أمنها القومي وفق صفقة سرية حدثت بينها وبين أمريكا وبالتالي يصبح لبنان أخر ضحايا إيران بعد غزة ،وكما توقعت في مقال سابق انه بعد إغتيال نصر اللة سوف تجتاح قوات إسرائيلية جنوب لبنان فيما يعد بداية الحرب البرية بين إسرائيل وحزب اللة

الحرب القائمة الأن بين إسرائيل وحزب الله قد تجاوزت قواعد الإشتباك وتطورت ألي مدي أكبر وهو الحرب البرية ،واعتقد أن أسرائيل تجاوزت مرحلة إبعاد حزب اللة شمال نهر الليطاني إلي تدمير حزب اللة فإسرائيل تسير حسب خطط ممنهجة وسيناريوهات معينة في مسار هذه الحرب حيث أنها استعملت سياسة حرب عكسية مع حزب الله اي بدأت بحرب إضعاف وإستنزاف والان حرب عسكرية، بعكس نهجها في حرب غزة حيث بدأت في حرب عسكرية طويلة والان تسير في خطى حرب الاستنزاف نحو تفريغ غزة من سكانها وإحلال امريكا والشركات العالمية مكانهم

لكن هناك رسائل متبادله بين إسرائيل وحزب الله من خلال هذه الحرب فكلاهما يرسل رسائل الي الآخر ،وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الهجوم السيبراني وتفجيرأجهزة البيجر واللاسلكي “إن إسرائيل وجهت ضربات لجماعة حزب الله اللبنانية لم تكن تتوقعها”.وتوّعد نتنياهو: “إذا لم تصل الرسالة إلى حزب الله ولم يفهمها سأعمل على إيصالها”، في حين خرج بعدها نصر اللة في رسالة تحدي إلي نتنياهو في لقاء متلفز وتحدي نتنياهو بأنه لن يستطيع إرجاع سكان الشمال الي منازلهم وقال ” بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان” بعدها تم إغتيال حسن نصرالله في ضربة جويه أثناء أجتماعة مع قيادات الحزب بمقر قيادة الحزب بالضاحية الجنوبيه ومعه عدد من قيادات الحزب أبرزهم علي كركي قائد الجبهة الجنوبية .

بعدها صرح رئيس الأركان الأسرائيلي بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل نصر اللة أن الرسالة واضحة سنصل إلي كل من يهدد أمن إسرائيل ، بعدها خرج هاشم صفي الدين وهو إبن خالة حسن نصر اللة وصهر قاسم سليماني و المرشح بقوه لخلافة نصر اللة في تصوير تلفزيوني في مقابله مع أعضاء من حزب اللة وهو يقبل البندقية في رسالة تحدي جديدة إلي إسرائيل بأن إغتيال نصر الله لن يثبط عزيمتنا، بعدها تم إستهدافة وإغتيالة بضربه جوية وبحجم متفجرات أكبر وقت إجتماعه في مقر مخابرات الحزب مع قادة من الحزب أبرزهم رئيس مخابرات حزب الله والمعروف بأسم ” مرتضي ” وكذلك محمد رشيد سكافي المسؤول عن أنظمة الاتصالات بالحزب في رسالةواضحة من إسرائيل بأن الحزب وقياداته واجتماعاته مكشوف لدينا وأن الحزب مخترق من أعلي قياداته وأن كل قيادات الحزب هدف للإغتيال

ولكن يأتي السؤال المهم لماذا لبنان الأن وما هي طبيعة الرسائل بين إسرائيل وحزب اللة ؟؟

أولا ..لماذا لبنان الأن لأن اسرائيل تسير حسب الترتيب والأولويات وهي كالاتي الاولويه كانت لإنهاء غزة وليس فقط حماس وقد إنتهت منها، تأتي بعدها الضفة الغربية وأصبحت محاصرة وجاهزة ما عدا الدخول إلى مقاطعة رام الله وطرد ابو مازن والسلطه الفلسطينية إلى الخارج كنوع من السيادة،وأخيرا القضاء علي حزب اللة وتدمير الضاحية الجنوبية للبنان وإبعاد حزب اللة شمال نهر الليطاني أو تدميره والقضاء عليه عسكريا

ثانيا ..ما هي طبيعة الرسائل المتبادلة بين إسرائيل وحزب اللة ؟؟
رسائل إسرائيل إلي حزب الله اولا…إنهاء حزب الله عسكريا وتركيعه
ثانيا…ضرب المرافق الحيوية في لبنان بما فيها المطار والكهرباء والبنية التحتية وخط المياه والاتصالات ….
ثالثا ..تدمير الضاحية الجنوبية وتحويلها الى غزة 2
رابعا…تدمير الجنوب اللبناني لمسافة آمنة عن حدوده وليس فقط ابعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وانما مسح المنطقة وربما بناء منطقة عازلة
خامسا …ضرب الفصائل الفلسطينية في لبنان وبالأخص حماس وفتح وهذا يعني أن المخيمات الفلسطينية قد تكون ضمن أهداف اسرائيل….
سادسا …ضرب مواقع في سوريا تتبع حزب الله والفصائل الفلسطينية
سابعا ….ضرب مواقع في العراق بمساعدة الامريكان
ثامنا …ضرب اليمن وبقوة وإبعاد الحوثيين عن البحر الاحمر .

أما رسائل حزب الله إلي إسرائيل
أولا ..إيقاف الحرب في غزة فأول اهداف حزب الله إلي إسرائيل إذا أرادوا إيقاف الحرب في جنوب لبنان فعليهم أولا إيقاف الحرب في غزة علي مبدأ وحدة الساحات فحزب الله لا يريد فصل الجبهات ولكن كلاهما مرتبط بالأخر، وأن دور حزب اللة هو الإسناد فقط لكن الواضح حتي الأن أن حزب الله لا يسند غزة وما سلوك حزب الله والحوثيين وجماعة الاسلام في العراق الا تضامن مع حماس ، والسبب أنهم أذرع إيرانية يريدون تثبيت وجودهم في الشرق الأوسط، فالقضية ليست اسرائيل وانما وجودهم ومنافستهم على حصصهم في الشرق الأوسط خوفا من تقويض إيران ونهايتهم وما غزة الا شماعة يعلقون عليها شعارات المقاومة

ثانيا .. أن حزب الله لا يريد حرب مباشرة مع إسرائيل وإنما يريد المحافظة علي وجوده ومكتسباتة والمناوشات مع إسرائيل في حدود قواعد الإشتباك فقط وظهوره في محور المقاومة لخداع الشعوب العربيه دون الدخول في حرب حقيقية مع إسرائيل لكن يبدو إن إسرائيل في نشوة إنتصارها الإستخباراتي وقتلها كل قيادات حزب الله بمن فيهم حسن نصر اللة الأمين العام للحزب قررت الدخول في حرب برية للقضاء علي حزب اللة نهائيا وعودة مواطنين الشمال الي مستوطاناتهم المغتصبة

ثالثا ..يبدو أن إيران قد تخلت عن حزب الله ،فايران لا تجرؤ على الدخول في أي حرب لأن نتائجها هي دمار إيران فهي دولة لا تغامر باراضيها في الدخول في حرب شامله ضد إسرائيل من أراضيها ،وأنما قد تقوم بمناوشات من خلال وكلائها في المنطقة سواء في العراق أو اليمن او سوريا أو لبنان ،لكنها لن تدخل في حرب شاملة ، وعلي الأغلب أن إيران سوف تضحي بحزب الله وسوف تجعل ملعب انتقامها لبنان وعليه ستكون لبنان الضحية الأخيرة من ضحايا إيران

رابعا ….حزب الله تم إعطائه أكثر من فرصة ليمارس مواهبه في ضرب الشمال وكانت ضرباته أغلبها وهميه أكثر منها واقعية ومعظم الصواريخ التي ضربها حزب الله كانت تقع في مناطق خالية وللعلم ضرب حزب الله ما يزيد عن 8000 صاروخ ولو ضرب من قبل جهة أخرى فمن المفترض أن تنتهي اسرائيل للابد وهذه رسالة مفادها أن حزب الله لا يريد إزالة إسرائيل وانما هي شعارات يرفعها للمتاجرة بالقضية الفلسطينية وإيهام العقول الساذجة بمحور المقاومة ضد إسرائيل

خامسا ..ينتظر حزب الله أن تدخل إسرائيل إلي جنوب لبنان بريا وهذا ما تفعله إسرائيل حاليا بأنها تقوم بسياسة الأرض المحروقه تمهيدا للإجتياح البري لجنوب لبنان لإبعاد حزب الله إلي ما بعد نهر الليطاني وإنشاء منطقة عازلة وهذا ما ينتظرة حزب اللة الاجتياح البري فمهما بلغت فرق التكنولوجيا الشاسع والفجوة العميقة بين حزب اللة واسرائيل لكنها لن تستطيع حسم المعركة بالضربات الجوية ولكن لابد لها من التواجد علي الأرض بالإجتياح البري حتي تستطيع حسم المعركة وهنا تبدأ المعركة الحقيقية بين إسرائيل وحزب اللة

سادسا …إن ما يحدث حاليا من حرب برية بين إسرائيل وحزب اللةوهذا ما كان يريده حزب الله أن يستدرج إسرائيل إلي حرب برية ولكن إن لم ينتصر فيها حزب اللة ستكون بمثابة انتحار عسكري وسياسي للحزب وسيكون واحده في سلسلة إنتحار حركات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وبداية العد التنازلي لهذة الحركات نحو النهاية ،حيث بدأت بانتحار الاخوان في مصر وبعد سنوات انتحار لحماس وحاليا حزب الله ثم الحوثيين .

شاهد أيضاً