حركة الشبيبة الفتحاوية رافعة النضال الطلابي والوطني

كتب : محمود جودت محمود قبها

يا أبناء وبنات الشبيبة الفتحاوية يا شعلة الثورة يا حراس الحلم الفلسطيني… أنتم جيلٌ رفع الراية من بعد جيل وحمل الأمانة كما حملها شهداؤنا وأسرانا وجرحانا أنتم في الجامعات والمدارس والمعاهد لستم طلاب علم فحسب بل طلاب حرية وكرامة تقاتلون بالكلمة كما يقاتل المناضل بالبندقية وتواجهون الجهل كما نواجه الاحتلال.

أوصيكم أن تكونوا دائمًا طليعة شعبكم وأن تحافظوا على عهد الشهداء الذين رووا بدمائهم هذه الأرض الطاهرة كونوا كما عرفناكم موحّدين صلبين مخلصين لفلسطين متمسكين بالثوابت الوطنية التي لا مساومة عليها القدس عاصمتنا الأبدية وحق العودة حقٌ مقدس ودولتنا المستقلة ستقوم مهما طال الزمن أنتم الشبيبة التي آمنت بأن النصر يصنعه الشباب وأن الحرية لا تأتي إلا بالتضحية فكونوا الجدار الذي لا يُكسر واليد التي تبني وتحمي في آن واحد حتى ترفعوا علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذنها وكنائسها.

حركة الشبيبة الفتحاوية إحدى أبرز الأطر الشبابية الفلسطينية وهي الامتداد الطلابي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وذراعها النضالي والفكري داخل الجامعات والمعاهد والمدارس تأسست الشبيبة في أواخر السبعينيات من القرن العشرين في وقتٍ كان فيه الشعب الفلسطيني بحاجة إلى أداة شبابية فاعلة توحّد طاقات الطلبة وتوجّهها نحو خدمة القضية الوطنية جزءًا أصيلًا من النسيج النضالي الفلسطيني ورافدًا حيويًا لحركة فتح انبثقت هذه الحركة الطلابية والشبابية من رحم المعاناة في وقتٍ كان فيه الاحتلال يفرض قبضته على الأرض والإنسان وكانت الحاجة ماسة لإطارٍ شبابي يوحّد الجهود ويوجه الطاقات نحو خدمة القضية الوطنية في ظل ظروف الاحتلال وممارساته القمعية .

ترتكز رؤية الشبيبة على إيمانها العميق بأن الشباب هم عماد المستقبل وركيزة التحرير والبناء لذا تعمل على ترسيخ الهوية الوطنية الفلسطينية نشر فكر وثقافة حركة فتح في الأوساط الطلابية تعزيز روح العمل التطوعي والنضالي الدفاع عن حقوق الطلبة وتحسين بيئتهم التعليمية الدور النضالي لم تكن الشبيبة مجرد إطار طلابي بل تحولت إلى مدرسة نضال حقيقية فقد لعبت دوراً مركزياً خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 حيث شارك أعضاؤها في المظاهرات والمواجهات الشعبية وقدموا تضحيات جساماً من شهداء وجرحى وأسرى كما شكّلت الشبيبة رافداً بشرياً وفكرياً لحركة فتح مما عزّز حضورها في الشارع الفلسطيني .

لعبت الشبيبة الفتحاوية دورًا محوريًا في تحريك الشارع الطلابي والشعبي فقد كانت المحرك الأساسي للمظاهرات والمبادر إلى الإضرابات والمنسق للأنشطة الوطنية داخل الحرم الجامعي وخارجه كثير من قادة الصف الأول في الحركة الوطنية الفلسطينية تخرّجوا من رحم هذه التجربة وحملوا معهم قيم الانتماء والتضحية.

الشبيبة الفتحاوية لم تكن يوما مجرد تجمع طلابي أو إطار نقابي بل هي مدرسة فكرية ونضالية خرّجت أجيالًا من القادة وشاركت في معارك التحرير والسياسة والتعليم الخلفية التاريخية تأسست الشبيبة الفتحاوية بشكل منظّم بعد أن شعرت قيادة حركة فتح بالحاجة لذراع شبابي قادر على مواجهة الاحتلال داخل الجامعات والمدارس وحماية الطلبة من محاولات الاختراق الفكري والسياسي كانت الجامعات الفلسطينية بيئةً خصبةً للنقاش السياسي والعمل الجماهيري لكنها كانت أيضًا هدفًا للاعتقالات والملاحقات حيث تسعى للدفاع عن حقوق الطلبة الأكاديمية والاجتماعية وتنظيم الفعاليات الوطنية والثقافية وقد.

حققت فوزاً في العديد من انتخابات مجالس الطلبة بالجامعات الفلسطينية مما جعلها منصة مؤثرة لصوت الطلبة التحديات الراهنة تواجه الشبيبة اليوم تحديات متشابكة منها تأثير الانقسام الفلسطيني على العمل الطلابي محاولة بعض الجهات تسييس الجامعات على نحو يضعف دورها التربوي الضغوط الأمنية من الاحتلال التي تستهدف نشاطها ورغم ذلك ما زالت الشبيبة تحافظ على حضورها الميداني والسياسي وتسعى لمواكبة تطلعات الشباب الفلسطيني في عصر التكنولوجيا والمعلومات .

وضعت الشبيبة الفتحاوية أهدافًا واضحة تتمحور حول ترسيخ الهوية الوطنية الفلسطينية وحمايتها من محاولات التزييف أو الطمس تعميق الانتماء لحركة فتح باعتبارها إطارًا جامعًا للنضال الوطني تعزيز الوعي السياسي والثقافي لدى الطلبة لخلق جيلٍ مثقف وواعٍ لقضيته الدفاع عن حقوق الطلبة الأكاديمية والاجتماعية والمطالبة بتحسين ظروفهم التعليمية المشاركة في النضال الوطني بكل أشكاله بما في ذلك الفعاليات الميدانية والمناسبات الوطنية والمواجهات الشعبية حركة الشبيبة تقوم على الإيمان بأن الشباب هم عماد التحرير والبناء وأن تحرير الأرض يتطلب تحرير الوعي وتشكيل جيلٍ قادر على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الدور النضالي لم تقتصر الشبيبة على الأنشطة الطلابية البحتة بل انخرطت في النضال الوطني منذ بداياتها.

حركة الشبيبة نظّمت المظاهرات والإضرابات خلال الانتفاضة الأولى قدّمت العديد من الشهداء والأسرى في مواجهة الاحتلال كانت حلقة وصل بين الشارع الطلابي والحراك الشعبي الأوسع لعبت دورًا في نشر البيانات السرية وتوزيع المنشورات الوطنية رغم المخاطر في الانتفاضة الثانية عام 2000 واصلت الشبيبة دورها النضالي حيث شارك أعضاؤها في المواجهات الميدانية ودعموا صمود المجتمع المحلي في وجه الحصار والإغلاق هذا الحضور الميداني جعلها جزءًا من تاريخ النضال الفلسطيني الحديث .

أثبتت الشبيبة قدرتها على الصمود أمام التحديات واستعدادها الدائم للتضحية ومع أن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي اليوم يفرض عليها تحديات غير مسبوقة فإن إرثها النضالي و رصيدها الجماهيري يمنحانها القدرة على الاستمرار في حمل الراية فهي ستظل صوت الشباب وذراع فتح القوية في الجامعات والمدرسة التي تخرّج قادة الغد .

إن حركة الشبيبة الفتحاوية ليست مجرد إطار طلابي، بل هي مدرسة وطنية خرّجت أجيالاً من القادة والمناضلين وأسهمت في الحفاظ على الهوية الفلسطينية داخل أسوار الجامعات وخارجها وبقدر ما تواصل الوفاء لرسالتها الأولى تمثل أكثر من مجرد إطار طلابي فهي ذاكرة نضالية متجددة وحاضنة لجيلٍ وطني يؤمن أن الحرية والاستقلال حق مشروع عبر العقود أثبتت الشبيبة قدرتها على الصمود أمام التحديات واستعدادها الدائم للتضحية ومع أن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي اليوم يفرض عليها تحديات غير مسبوقة فإن إرثها النضالي و رصيدها الجماهيري يمنحانها القدرة على الاستمرار في حمل الراية فإنها تظل تمثل الأمل المتجدد بأن جيل الشباب سيكون في طليعة النضال حتى تحقيق الحرية والاستقلال .

عاشت فلسطين، عاشت الشبيبة الفتحاوية،

عاشت حركة فتح… الثورة حتى النصر،

ابن الشبيبة الفتحاوية…ابن العاصفة،
د . محمود جودت قبها