السياسي – قالت مصادر لبنانية، إن ميليشيا حزب الله اللبنانية وضعت لبنان في مرمى العقوبات، إثر تهريب مطلوبين سوريين، بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
وأكدت المصادر دخول العديد من ضباط وسياسيين ورجال أعمال من نظام الأسد إلى لبنان، بدعم وتنسيق ومساعدة “حزب الله” لافتين إلى تورط بعض ضباط وعناصر أمنية لبنانية.
وأشارت إلى أن معظم السوريين غادروا لبنان عبر المطار، فيما لا يزال بعضهم في لبنان، وهو ما سيُرتب على الأخيرة مساءلة قانونية كون قسم كبير من السوريين مطلوباً دولياً بجرائم مختلفة.
-عرقلة الجهود اللبنانية
وقال المحامي بشير البسام، إنه إذا ما تم إثبات واقعة دخول ضباط ومسؤولين سوريين إلى لبنان من الذين تشملهم العقوبات الدولية أو الواردة أسماؤهم على لوائح المطلوبين بتهم مختلفة خاصة الإرهاب والقتل والتعذيب وتبييض الأموال، فإن لبنان سيكون تحت طائلة العقوبات الدولية.
وبيّن أن العقوبات قد تطال مؤسسات حكومية وامنية لبنانية، إضافة إلى معاقبة أشخاص محددين، وهو أمر سيعرقل الجهود اللبنانية الرامية إلى تحسين الوضع الاقتصادي وإعادة الإعمار.
وأوضح البسام أن فرضية العقوبات تنطبق أيضًا في حال دخول هؤلاء السوريين إلى لبنان للهروب عبر مطار رفيق الحريري الدولي، وذلك تحت بند تسهيل هروب مطلوبين.
ولفت إلى أن القوانين والاتفاقات الدولية تلزم لبنان بتوقيف المطلوبين فور التأكد من هويتهم ليصار بعدها إلى تسليمهم للقضاء اللبناني، الذي يتواصل مع الجهات الدولية لتقرير مصيرهم.
وأضاف البسام أن العديد من ضباط الأمن والجيش في سوريا مطلوبون للسلطات اللبنانية بعد صدور أحكام ضدهم، وأشهرهم اللواء السوري علي مملوك المطلوب توقيفه في ملفي الوزير السابق ميشال سماحة وتفجير مسجدي التقوى والسلام.
ورجح أن يحظى ملف المسؤولين السوريين باهتمام إقليمي ودولي خلال الفترة المقبلة، كون الملاحقات الدولية ستكون دافعاً للعديد من الدول لإخلاء مسؤوليتها والإبلاغ عنهم، مما سيدفع الهاربين إلى دول معينة كإيران وروسيا بشكل خاص.
-تورط عناصر أمنية
بدوره تحدث صلاح منصور العنصر السابق في “حزب الله”، عن دخول أكثر من 20 ألف سوري إلى لبنان، عقب سقوط النظام، مبينًا أن غالبيتهم دخلوا بطريقة غير شرعية عبر معابر البقاع والهرمل وعكار.
وأوضح أنه عند سقوط دمشق دخل 8000 سوري سافر منهم 5000 عبر مطار بيروت، وذلك بتنسيق تام من عناصر “حزب الله”، الذين تواجدوا في الأيام الأولى لسقوط النظام في المعابر وخاصة في معبر المصنع.
وأشار منصور إلى أن عناصر “حزب الله” كانوا يقومون بتبديل لوحات السيارات السورية بأخرى لبنانية وإدخالها إلى لبنان من خلال وثائق مزورة وهويات وجوازات سفر مزورة بالتواطؤ مع عناصر أمنية من أمن الدولة ومديرية الأمن العام.
وأكد أن مديرية الأمن العام قامت بتوقيف الضابط أحمد نكد عن العمل، وهو المسؤول عن نقطة المصنع الحدودية بعد ثبوت تعامله مع حزب الله لتهريب مئات الأشخاص، لافتًا إلى أنه يخضع للتحقيق في المديرية تمهيداً لإحالة الملف للمحكمة العسكرية.
وأضاف منصور أنه من الصعب معرفة من دخل إلى لبنان ومن غادرها، إلا أنه من المؤكد وجود عدد منهم في فنادق العاصمة بيروت، والتي قامت مديرية أمن الدولة بتعزيز وجودها في محيطها بشكل لافت.
وبيّن أن حزب الله أصر على سفر من أدخلهم خلسة أو على الأقل جزء كبير منهم خوفاً من تعريض مناطقه للمراقبة أو التحريض على دخولها من قبل السلطات الأمنية اللبنانية، وخوفاً من تسريب أماكن تواجدهم خاصة وأنه مقتنع تمامًا من اختراقه من جهات عديدة.