حشد: استهداف الصحفيين استراتيجية إسرائيلية لمنع التغطية الإعلامية

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد ” تدين وباشد العبارات المجزة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس 5 يونيو 2025، بحق الصحفيين والمدنيين بقصف من طائرة إسرائيلية مسيرة استهدف خيمة الصحفيين داخل المستشفى المعمداني بمدينة غزة، الامر الذي ادي الي استشهاد أربع صحفيين هم الصحفي سليمان حجاج والصحفي إسماعيل بدح الذين يعملان في قناة فلسطين اليوم، والصحفي سمير الرفاعي الذي يعمل مراسل لوكالة شمس نيوز، والصحفي أحمد قلجة مصور التلفزيون العربي ، فيما أصيب الصحفي عماد دلول بجروح خطيرة . وبمقتل الصحفيين الاربعة، يرتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا من السابع من أكتوبر 2023، إلى (225) صحفياً، عدا عن نشطاء التواصل الاجتماعي الذين استهدف الاحتلال عددا كبيًرا منهم.

ويأتي استهداف الاحتلال الصحفيين والمدنيين داخل المستشفى المعمداني بمدينة غزة في جريمة حرب مركبة كونها تمت داخل أحد المستشفيات المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، الذي حولته إسرائيل منذ بدء حرب الإبادة الي حبر على ورق، جراء تعمد استهداف المستشفيات والصحفيين والمدنيين والاعيان المدنية كنمط منهجي متكرر، ضمن سياق جرائم الإبادة التي تقترفها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 20 شهراً.

من الجدير بالذكر انه وخلال 24 ساعة الماضية ووفقا لمعطيات وزارة الصحة بغزة، وصل المستشفيات في قطاع غزة 70 شهيدا، 189 إصابة اثر سلسلة من الجرائم والمجاز بحق المدنيين التي تتكرر كل يوم جراء قصف قوات الاحتلال لمنازل المواطنين وخيام النازحين ومراكز الايواء والمستشفيات واستهداف المواطنين في الطرقات في ازدراء واضح لحق الفلسطينيين في الحياة ، ما يرفع عدد شهداء الحرب والمفقودين إلى (70الف ) شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء والصحفيين والأطباء والعاملين في المجال الإنساني وكبار السن، وفيما أصيب اكثر من (125 الف) مواطنا، كما تم تدمير قرابة (90%) من منازل المواطنين والمساجد والمستشفيات البني التحتية والمؤسسات العامة والقطاعات الاقتصادية، وتهجير قسري لقرابة 2 مليون موطن يعيشون في فصول كارثة إنسانية جراء العقوبات الجماعية الإسرائيلية ومنع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية التي أدت الي انتشار المجاعة الحادة والكارثية، إضافة الي معانتهم من شح المياه الصالحة وانتشار الامراض والاوبئة في اوسطهم.

إننا في الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”  وإذ تدين ونستنكر استمرار جريمة الإبادة الجماعية وعجز المجتمع الدولي الفاضح عن القيام بتدخلات جادة لوقفها ، واذا تدين استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض الفيتو إزاء قرار مقدم لوقف الإبادة الجماعية وضمن تدفق المساعدات الإنسانية في جلسة مجلس الامن مساء امس بما يؤكد شراكة الولايات المتحدة الكاملة في جريمة الابادة الجماعية، واذا تجدد استنكارها وشجبها لجرائم القتل والاستهداف الإسرائيلي للصحفيين ، وإذ تجد ادانتها لرفض إسرائيل السماح لوسائل الإعلام من خارج غزة بالدخول  لقطاع غزة ، ما يشكل عائق أمام حق الحصول على المعلومات لسكان غزة وكذلك العالم الخارجي، واذ تؤكد بان الاعتداء على المستشفيات والصحفيين يعد جريمة حرب تهدف إلى حجب الحقيقة وقتل الشهود ومنع التغطية الإعلامية وكشف أكاذيب وجرائم الإبادة والعدوان التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والتي تنتهك وتخالف كافة الأعراف والمواثيق الدولية وخاصة اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية وقواعد القانون الدولي الإنساني التي تكفل حماية عامة للمدنيين والاعيان المدنية وحماية خاصة للصحفيين والأطفال والنساء الأطقم الطبية والمستشفيات ،  واذ تشيد الهيئة بالدور المهني والعملي والميداني الفاعل الذي يقوم به الصحفيين في ظل الظروف الخطرة والصعبة والكارثية التي يمر بها قطاع غزة، يستحق كل تقدير، وخاصة أن دورهم واضح في كشف الحقيقة وفضح وتوثيق جرائم الإبادة الجماعية وباقي جرائم الاحتلال ونقلها إلي الرأي العام الدولي ، وعليه فإننا في الهيئة نطالب :

المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والحركات الشعبية والاتحاد الدولي والعربي للصحفيين ومنظمة الصليب الأحمر وكافة الجهات المعنية في العالم بالوقوف أمام مسئولياتها للتحرك من اجل وقف الإبادة الجماعية والعدوان وتوفير الحماية الدولية للصحفيين لتمكنيهم من القيام بدورهم في تغطية جرائم الإبادة الجماعية والعدوان على قطاع غزة.
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للتسريع باتخاذ إجراءات عملية لإنجاز التحقيق بالجرائم المرتكبة على ارضي دولة فلسطين المحتلة، وخاصة جرائم قتل واستهداف المدنيين والصحفيين، لضمان منع افلات مرتكبي جريمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب من العقاب وضمان انصاف الضحايا في فلسطين الذين طال انتظارهم للعدالة.
مجلس حقوق الانسان والمقررين التابعين للأمم المتحدة وبالذات المقررة الخاصة المعنية بحرية الرأي والتعبير بالأمم المتحدة إلى تعزيز وتكثيف الجهود لحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، والتحقيق في جرائم الاحتلال المقترفة بحق الصحفيين ووسائل الاعلام في الأرض الفلسطينية المحتلة.
احرار العالم دولا ومنظمات وشعوب بالعمل من مقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي وفرض العقوبات عليها حتى تنصاع الي قواعد القانون الدولي الإنساني وتوقف عدوانها وجرائمها بحق الصحفيين والمدنيين الفلسطينيين في إطار النضال من اجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه العدالة وعلى راسها حقه في تقرير المصير.