يصادف يوم “غدٍ” السبت، الأول من مارس/آذار 2025، أول أيام شهر رمضان المبارك، في وقتٍ يعيش فيه سكان قطاع غزة أوضاعًا إنسانية كارثية وغير مسبوقة، جراء حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 16 شهرًا، والتي حولت القطاع إلى منطقة منكوبة، مخلفةً دمارًا واسع النطاق وظروفًا معيشية قاسية.
يستقبل أكثر من مليون ونصف نازح هذا الشهر الفضيل في العراء أو داخل خيام ممزقة، وسط نقصٍ حاد في الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الطبية، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية. كما فقد سكان القطاع القدرة على ممارسة الشعائر الدينية بحرية، مع تدمير مئات المساجد التي تحولت إلى أنقاض، ما أجبر المصلين على إقامة الصلوات وسط المباني المدمرة وفي العراء.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من نقصٍ حاد في المواد الغذائية الأساسية، مع تفاقم أزمة الجوع، وارتفاع أسعار السلع بشكل يفوق قدرة العائلات التي فقدت مصادر دخلها. ومع استمرار شُحّ الوقود والغاز، أصبح تحضير وجبتي الإفطار والسحور تحديًا يوميًا لمعظم السكان.
رغم تعهدات الاحتلال بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية، إلا أنه لا يزال يماطل في إدخال الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك المأوى الطارئ (الكرفانات) للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم، منتهكًا بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وعلى صعيد آخر، أعلنت سلطات الاحتلال فرض قيود أمنية مشددة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، في وقتٍ تشهد فيه باحاته تصعيدًا ملحوظًا في الاقتحامات من قبل المستوطنين، الذين يواصلون انتهاك حرمة المسجد بأداء الطقوس التلمودية داخله.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) إذ تؤكد على أن استمرار معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة يتطلب تحركًا دوليًا فوريًا، لإنقاذهم من خطر المجاعة والمرض والتشريد، وضمان حقهم في الحياة الكريمة، والعبادة بحرية، وفقًا للقانون الدولي الإنساني؛ فإنها تسجل وتطالب بما يلي:
1. الهيئة الدولية “حشد”: تطالب الوسطاء والجهات الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في إلزام الاحتلال بتنفيذ تعهداته، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، ومحاسبته على انتهاكاته المستمرة التي تفاقم الأزمة الإنسانية.
2. الهيئة الدولية “حشد”: تحث المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية على اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين الإغاثة الفورية لسكان قطاع غزة، وضمان توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، بما يمنع وقوع مجاعة واسعة النطاق.
3. الهيئة الدولية “حشد”: تدعو الشعوب العربية والإسلامية، وأصحاب الضمائر الحيَّة، إلى جعل شهر رمضان فرصةً لتعزيز الدعم المادي والإنساني لغزة، عبر تنفيذ مشاريع خيرية وإغاثية، ومساندة العائلات المنكوبة، والمرضى، والجرحى.