حشد تحذير من مخططات التهجير القسري الخطيرة الإسرائيلية والامريكية

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) تتابع بقلق وادانة واستنكار شديدين تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي لجرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري والتجويع ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث ارتكب الاحتلال يوم امس مجزرة مروّعة باستهداف مخبز مكتظ بالمواطنين في مدينة غزة، أسفرت عن استشهاد 19 مواطن واصابة العشرات بينهم أطفال ونساء، إلى جانب تفجير الأحياء السكنية من خلال الروبوتات المفخخة وقصف خيام النازحين و الأحياء السكنية في مختلف مناطق القطاع وخاصة في مدينة غزة واستهداف منتظري المساعدات المجوعين، حيث ارتقى اليوم عشرات الشهداء بينهم 38 من طالبي المساعدات الإنسانية، كما استشهدت الصحفية إسلام عابد مع زوجها وأطفالها إثر استهداف منزلهم في مدينة غزة. كما وثق استشهاد المواطن أحمد محمد المدني وزوجته بعد دهسهما بواسطة دبابة إسرائيلية في منطقة ارميضة شرق خان يونس، إضافة إلى سقوط 4 شهداء في منطقة الحكر بدير البلح، فيما شهدت مستشفيات القطاع تدفق عشرات الشهداء والإصابات، حيث سجلت مستشفى ناصر 25 شهيدًا، و”شهداء الأقصى” 21 شهيدًا، و”الشفاء” 18 شهيدًا، فيما استقبلت مستشفى العودة بالنصيرات 10 شهداء، كما وثق استشهاد الطفلة رهف البلعاوي نتيجة المجاعة وسوء التغذية ونقص العلاج. وفي سياق موازٍ، تتواصل عمليات القصف المدفعي والجوي والنسف المنهجي للمباني في مناطق أبو اسكندر والشيخ رضوان، إضافة إلى قصف الخيام في حي المقوسي شمال غرب مدينة غزة ، ومحيط المقابر في النصيرات، مما أدى إلى سقوط 83 شهداء واكثر من ٢٦٠ إصابة بين المدنيين العزل، وبهذا تجاوز عدد الشهداء منذ بدء حرب الإبادة والعدوان المستمر للعام الثاني على التوالي أكثر من (63) ألف شهيد و(160) ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، عدا عن قرابة 14 الف من المفقودين تحت الركام، والالاف من الاسري وحالات الاختفاء القسري .

الهيئة الدولية “حشد” تدين بشدة استمرار تفاقم الكارثة الإنسانية الناتجة عن سياسة التجويع المتعمّد، في ظل عجز دولي واضح عن فرض إدخال المساعدات الإنسانية، رغم إعلان الأمم المتحدة قطاع غزة منطقة مجاعة. وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة عن تسجيل (7) حالات وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى (339) شهيدًا، بينهم (124) طفلًا، في ظل استمرار الاحتلال في عرقلة دخول المساعدات الإنسانية حيث تواصل السماح لعدد محدود من الشاحنات يقل عن 100 شاحنة في مقابل حاجة القكاع الي 600 شاحنة بالحد الادني يوميا ، مع مواصلة منع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من القيام بدورها الإغاثي. ويأتي ذلك وسط مخاطر غير مسبوقة تهدد حياة أكثر من (2.3 مليون) فلسطيني محاصرين داخل القطاع يعيشون في مساحة اقل من 14 % من مساحة القطاع ويعانون من من الجوع والعطش وانتشار الأمراض والأوبئة وسط انهيار المنظومة الصحية وعدم توفر المأوى او الخيام ومهددين بالنزوح والقتل والهلاك .

الهيئة الدولية “حشد” تؤكد في اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري، بأن جريمة الاختفاء القسري تمثل ركنًا أصيلًا من أركان جريمة الإبادة الجماعية، حيث لا تزال آلاف العائلات الفلسطينية تجهل مصير أبنائها المختفين قسرًا تحا الركام او الذين اختفت اثارهم خلال الاجتياحات البرية أو بعد اعتقالهم، أو أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، في ظل حرمان متعمد من المعلومات وغياب أي حماية قانونية، كما وتقترن هذه الجريمة و السياسة الممنهجة، باحتجاز الالاف الجثامين في معسكرات ومقابر الأرقام، من بينهم 1500 جثمان من سكان القطاع ما يضاعف معاناة الضحايا وذويهم وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

الهيئة الدولية “حشد” تحذر من خطورة المخططات الإسرائيلية – الأميركية الرامية إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم عبر التهجير القسري وإعادة احتلال غزة. إذ كشفت صحيفة “هآرتس” عن خطة لإقامة معسكرات مغلقة في منطقة ميراج جنوب رفح، تحت اسم “سديه تيمان 2″، حيث يُجرَّد النازحون من هوياتهم ويُعاملون كأرقام، ويُمنعون من الاتصال بالعالم الخارجي بعد مصادرة هواتفهم، في ظروف أشبه بالمعتقلات النازية، مع توقع استمرار هذه المعسكرات لسنوات طويلة.
كما نشرت “واشنطن بوست” تفاصيل خطة من 38 صفحة وضعتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تقضي بإعادة توطين سكان غزة عبر ما يسمى “الرحيل الطوعي”، أو إبقائهم في مناطق مغلقة داخل القطاع مقابل منحهم حوافز مالية ورموز رقمية بديلة عن ممتلكاتهم، مع تحويل غزة إلى “مركز سياحي” لعشر سنوات تحت وصاية أميركية، عبر مؤسسة مشبوهة تُدعى “غزة الإنسانية”، التي ارتبط اسمها بمقتل آلاف الفلسطينيين أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات.
وتتوازى هذه المخططات مع محاولات الاحتلال الحثيثة لإعادة احتلال مدينة غزة وتهجير سكانها قسرًا، حيث يقارب عدد من تبقى منهم أكثر من مليون إنسان محشورين في شريط ضيق غرب المدينة يمتد من حي التوام شمالًا حتى الشيخ عجلين جنوبًا. إن إجبار المدنيين على النزوح تحت النار باستخدام الروبوتات المفخخة، القصف الجوي وصناديق المتفجرات من الطائرات المسيّرة، والقصف المدفعي وطائرات الكوادكابتر، يمثل جريمة حرب مركبة، ويستحيل وفقًا لتحذيرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة إخلاء المدينة بطريقة آمنة تحفظ علي حياة كرامة وحقوق المدنيين ، عدا عن غياب اي اماكن يمكن نقل المدنيين إليها.

الهيئة الدولية “حشد” ترى أن رفض حكومة الاحتلال لكل الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار وإتمام صفقة تبادل الأسرى، وإصرارها على الاستمرار في العمليات العسكرية والتدمير الشامل للأحياء السكنية والمدن والبنى التحتية والاماكن التاريخية والأثرية يعكس نية مبيتة لتدمير ما تبقى من قطاع غزة وفرض التهجير الجماعي بحق سكانه، وهو ما يندرج ضمن سياسة ممنهجة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية.

الهيئة الدولية “حشد” تدين القرار الأمريكي الأخير القاضي بإلغاء التأشيرات الممنوحة لمسؤولي السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرة إياه انتهاكًا صارخًا لالتزامات الدولة المضيفة بموجب اتفاق المقر مع الأمم المتحدة، وانقلابًا على قواعد القانون الدولي وأعراف العلاقات الدولية، ومحاولة لنزع الشرعية عن التمثيل الفلسطيني. إن مثل هذا السلوك يكرّس ارتهان المنظمة الدولية لإرادة الولايات المتحدة ويحوّل مقرها إلى أداة ابتزاز سياسية، الأمر الذي يهدد استقلالية الأمم المتحدة ومبدأ المساواة بين الشعوب.

وعليه، فإن الهيئة الدولية “حشد”:

1. تطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية باتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة.

2. تؤكد على ضرورة إلزام الاحتلال بفتح المعابر فورًا ودون قيود لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وتمكين “الأونروا” والمنظمات الدولية من أداء مهامها.

3. تطالب بالكشف الفوري عن مصير جميع الفلسطينيين المختفين قسرًا، والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر والمحامين بالوصول إليهم دون أي قيود، والإفراج عن جميع المعتقلين تعسفيًا، باعتبار ذلك التزامًا قانونيًا وأخلاقيًا لا يحتمل التأجيل.

4. تدعو إلى فرض عقوبات شاملة على دولة الاحتلال، ووقف كل أشكال الدعم العسكري والسياسي المقدم لها، والعمل الجاد على محاسبة قادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية بوصفهم مسؤولين عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الابادة الجماعية واستهداف المدنيين وخاصة الأطفال والنساء والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني

5. تطالب الأمم المتحدة بتفعيل صيغة “متحدون من أجل السلام” وتشكيل تحالف دولي انساني وقوة حماية دولية لضمان حماية المدنيين ووضع حد للمجاعة والمحرقة الجماعية.

6. تدعو إلى نقل مقرات و اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى جنيف إذا استمرت واشنطن في منع الوفد الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع في عرض قضيته، ولضمان وقف هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية علي الأمم المتحدة ورفضا لشريعة الغاب الأمريكية الإسرائيلية .

7. تحث شعوب العالم وقواه الحية على تصعيد حملات التضامن مع فلسطين وقطاع غزة، وفرض المقاطعة الشاملة لدولة الاحتلال وداعميها على المستويات السياسية والاقتصادية والأكاديمية والرياضية والثقافية، وتنظيم أوسع حراك جماهيري ضاغط لإنهاء حرب الإبادة الجماعية والاحتلال الإسرائيلي .