مرّ عامان على حرب الإبادة الجماعية التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، مخلفًا كارثة إنسانية غير مسبوقة تجاوز فيها عدد الشهداء والجرحى والمفقودين ربع مليون إنسان، فيما دُمرت قرابة (90%) من المساكن والبنية التحتية والمرافق الخدمية، ونزح أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في أوضاع مأساوية تتسم بالجوع والعطش وانعدام المأوى والرعاية الصحية.
الامر الذي يتطلب مواصلة الجهود من الوسطاء والمجتمع الدولي لتثبيت وقف العدوان الإسرائيلي لوقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وضمان العمل لمحاسبة قادة ودولة الاحتلال الإسرائيلي وشركائها امام القضاء الدولي وضمان تحمل مسؤولياتهم الجنائية والمدنية، كشرط لتحقيق العدالة للفلسطينيين وضمان حقهم في الحياة والكرامة والحرية وتقرير المصير.
إن وقف إطلاق النار يشكّل خطوة ضرورية لكنه لا يمثل نهاية للكارثة وللأزمة ما لم تُتخذ إجراءات عملية لضمان رفع الحصار الكامل، وفتح جميع المعابر، وإدخال المساعدات دون قيود، واستعادة الخدمات الأساسية وإنقاذ ما تبقى من النسيج المجتمعي المنهار.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) إذ تدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية من خلال فتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة، لادخال كافة احتياجات سكان القطاع، وتمكين وكالة الأونروا والمنظمات الدولية والإغاثية من العمل بحرية، ودعم إقامة المستشفيات الميدانية ومراكز الإيواء والمطابخ المجتمعية، وضمان دخول الصحفيين وفرق تقصي الحقائق الدولية وإجلاء الجرحى للعلاج؛ وإذ تري أن تحقيق المصالحة الوطنية وتشكيل لجنة لإدارة مرحلة الإغاثة والتعافي والإعمار بات أمرًا ملحًا، لتوحيد الجهود الفلسطينية سياسيًا وميدانيًا، وتعزيز الصمود الوطني في مواجهة المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية؛ فإنها تسجل وتطالب بما يلي:
• الهيئة الدولية (حشد): تدعو إلى إطلاق خطة وطنية ودولية شاملة للاستجابة الإنسانية وللتعافي وإعادة الإعمار، تشمل توفير الخيام والكرفانات والمساعدات وإعادة تشغيل محطات الكهرباء والمياه والتحلية، وبناء المدارس والمستشفيات وشبكات الطرق، وتعويض المتضررين وجبر الضرر للضحايا، وتوفير الدعم المالي والاجتماعي للأسر النازحة، مع ضمان مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في مراحل الإغاثة والتعافي والإعمار.
• الهيئة الدولية (حشد): تشدد على أهمية حماية السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي من خلال تعزيز سيادة القانون، ووقف جميع مظاهر الانفلات الامني والاحتكار، وتفعيل برامج الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والأطفال وذوي الإعاقة والناجين، وتعزيز قيم التكافل والتماسك المجتمعي.
• الهيئة الدولية (حشد): تحثّ الدول العربية والإسلامية ودول واحرار العالم على إنشاء جسر إغاثي وإنساني دائم لإدخال المساعدات، ودعم ضحايا الابادة الجماعية ، وتمويل برامج التعافي الاقتصادي والاجتماعي، ودعم الجهود القانونية الرامية إلى ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية، وإطلاق برنامج شامل لإعادة الإعمار وفقا للخطة المصرية والعربية وبمشاركة الأمم المتحدة ودعم عقد مؤتمر القاهرة لإعادة الاعمار والتعافي، ومواصلة الجهود بما يضمن رفع الحصار الكامل وتثبيت وقف إطلاق النار، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ودعم حقوقه الوطنية في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
