تتوجه الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) بأطيب التحيات لشعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ولأحرار العالم، ولكافة المؤمنين بقيم العدالة وحقوق الإنسان، بمناسبة اليوم الدولي للتعاون، الذي يُصادف اليوم الخامس من تموز/يوليو من كل عام، والذي يُجسّد مبدأ الشراكة والتضامن والتكافل الدولي في مواجهة التحديات المشتركة، وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان في كافة أنحاء العالم.
ويشكل اليوم الدولي للتعاون محطة أخلاقية وسياسية مهمّة لتقييم مدى التزام المجتمع الدولي بمسؤولياته في ظل الأزمات العالمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي باتت تمثل اختبارا حقيقيا لصدقية النظام الدولي ومؤسساته، ومدى احترامها لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة والمواثيق والإعلانات الدولية ذات الصلة.
حيث بات من الواضح أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري العنصري، ومواصلة حرب الإبادة والعدوان الدموي الوحشي بحق المدنيين الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، يمثل نسفًا واضحًا لمبادئ التعاون الدولي، وتخليًا خطيرًا عن الالتزامات القانونية والأخلاقية للمجتمع الدولي الذي عجز عن مواجهة جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتمييز العنصري ، فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتعرض الشعب الفلسطيني، ولا سيما في قطاع غزة، لعدوان إسرائيلي ممنهج وحرب إبادة جماعية مستمرة والتي أسفرت حتى اللحظة عن استشهاد أكثر من (75) ألف شهيد ومفقود، بينهم أكثر من (18) ألف طفل و(13) ألف امرأة و اصابة(130) ألف جريح، كثير منهم يعانون من إعاقات دائمة، وسط انعدام الرعاية الصحية.
فيما دمر الاحتلال خلال عدوانه اكثر من (380,000) وحدة سكنية، و85% من الممتلكات العامة والخاصة. فيما تم تدمير البنية التحتية بالكامل، بما يشمل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي ،وتدمير (34) مستشفى، و(160) مركزًا صحيًا، و(150 ) سيارة إسعاف و(465) مدرسة وجامعة، و94 % من الأراضي الزراعية والمنشآت الاقتصادية.
وما يزيد من فداحة الكارثة أن الحصار الممنهج أدى إلى تفشي المجاعة وانعدام الأمن الغذائي لـ 90% من السكان، حيث سُجّلت وفاة أكثر من (5,000 ) مواطن نتيجة الجوع والأمراض المزمنة، مع انتشار التهاب الكبد الوبائي لأكثر من (71,000) حالة بسبب ظروف النزوح الكارثية.
وعلى ذات السياق تواصل سلطات الاحتلال تصعيد جرائمها في الضفة الغربية، من خلال الاقتحامات المتكررة، والقتل خارج القانون، وحملات الاعتقال والتعذيب، والتهويد الممنهج لمدينة القدس، ومصادرة الأراضي، وفرض السيادة الاحتلالية على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، وإطلاق يد المليشيات الاستيطانية الإرهابية، تمهيدًا لضم الضفة الغربية دون سكان.
و في ظل هذه المعطيات الكارثية، ترى الهيئة الدولية (حشد) أن حالة العجز الدولي وتقاعس الأمم المتحدة والدول المؤثرة عن القيام بواجباتها في وقف الجرائم الإسرائيلية ومحاسبة مرتكبيها، تُشكل نكوصًا عن فلسفة التعاون الدولي، وتعيد إنتاج واقع يسوده الإفلات من العقاب، وتفكك الشرعية الدولية، وتهدد السلم والأمن الدوليين ، واذ تؤكد الهيئة “حشد” أن استمرار هذه الجرائم لا يُهدد فقط الفلسطينيين، بل يُقوّض القيم الإنسانية العالمية، ويُحوّل نظام التعاون الدولي إلى مجرد شعارات فارغة لا رصيد لها على الأرض، واذ تؤكد أن التعاون الدولي لا يُقاس بالبيانات الرمزية، بل بالتدابير العملية التي تضمن وقف الإبادة الجماعية، ورفع الحصار، وضمان الحماية الدولية، وإعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة. وإن استمرار غياب التعاون الدولي الحقيقي تجاه ما يجري في فلسطين، وبخاصة في غزة، لا يعني فقط الفشل في نصرة الضحية، بل يهدد مجمل منظومة القيم الإنسانية، ويضع العالم أمام لحظة تاريخية حاسمة تتطلب نضالا ضد شريعة الغاب الأمريكية-الإسرائيلية، وتعزيز لقيم التعاون الانساني ، وعليه فإن الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) تُطالب بما يلي:
١. الهيئة الدولية “حشد”: تطالب المجتمع الدولي بكافة هيئاته ومؤسساته ان يترجم التزامه بمبادئ التعاون الدولي الى اجراءات عملية وفورية من خلال الضغط الفوري لوقف حرب الإبادة الجماعية وضمان حماية المدنيين وفتح ممرات انسانية بشكل دائم وامن لإدخال الغذاء والماء والوقود دون قيد او شرط ومساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومرتكبي جرائم الإبادة والتعذيب والتمييز العنصري.
٢. الهيئة الدولية “حشد”: تطالب بتطبيق كافة القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة (242، 338، 194)، وفتاوي محكمة العدل الدولية لعام 2004 وعام 2024 بعدم شرعية الاحتلال وضرورة انهاءه وتعويض الفلسطينيون .
٣. الهيئة الدولية “حشد”: تدعو لرفض ازدواجية المعايير التي تمارسها بعض الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، في تعاملها مع حقوق الفلسطينيين ودعمها المتواصل لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا.
٤. الهيئة الدولية “حشد”: تدعو لتبني استراتيجية فلسطينية وطنية جامعة تعيد الوحدة والتعاون من اجل تعزيز السلم الاهلي واعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية وتشاركية، لتعزيز الصمود والتكامل الداخلي.
٥. الهيئة الدولية “حشد”: تدعو لمقاطعة دولة الاحتلال على المستوى الدولي، بما يشمل وقف كافة أشكال العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية معها، وفرض العقوبات عليها وصولا لطردها من الأمم المتحدة حتى تلتزم بالقانون الدولي وتنهي احتلالها.
٦. الهيئة الدولية “حشد”: تدعو لاعتبار اليوم الدولي للتعاون مناسبة للعمل الجماعي من أجل فلسطين، عبر تقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين والمؤسسات الفلسطينية للقيام بواجباتها في تعزيز الصمود وتنظيم الفعاليات والمبادرات الحقوقية والدبلوماسية والإعلامية المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.