على الرغم من أن قيادة حماس في الخارج ومرجعيتها الإخوانية والاسلامويين يعرفون أن الحركة فقدت أغلب قدراتها العسكرية في قطاع غزة
، مع ذلك يصرون ،ومعهم قناة الجزيرة ومرتزقتها،على تضخيم قدرات حماس واستعدادها لمواصلة الحرب لسنوات غير آبهين بما لحق بقطاع غزة والضفة من موت ودمار.
سبب هذا الإصرار أنهم لا يقاتلون أصلا دفاعاً عن فلسطين والقدس وغزة بل عما يسمونها (الفكرة) و(العقيدة) ،وقد سبق للسنوار أن قال إن حماس تدافع عن العقيدة وشبه أهل غزة بأصحاب الأخدود.
مع كل الالتباس المقصود غالباً حول مفهوم (العقيدة) و(الفكرة) إلا أن هذه في نظرهم أكبر وأسمى من غزة وأهلها ومن فلسطين، ومستعدون للتضحية بكل أهل قطاع غزة وحتى بمقاتلي حماس في القطاع وبفلسطين كلها من أجل بقاء الفكرة والعقيدة وقياداتها، كما يجمعون المال على حساب دماء أهل غزة ليس لجياع غزة ورفع المعاناة عنهم أو لتعمير القطاع بعد الحرب بل لحساب الجماعة في الخارج والقائمين على جمع التبرعات للحفاظ على الفكرة والعقيدة .
ومن هنا يمكن أن نفهم لماذا اسمها حركة مقاومة إسلامية وليس وطنية ؟ ولماذا يرفضون الدخول في منظمة التحرير الفلسطينية؟ ولماذا شَبَه القيادي الحمساوي محمود الزهار فلسطين بالمسواك أو نكاشة الأسنان ؟ولماذا قال خالد مشعل إن كل ما لحق بالقطاع خسائر تكتيكية ،وأن كل أهالي القطاع مشاريع شهادة؟ وأنهم مستعدون للقتال حتى آخر طفل في غزة؟
لهذا يواصلون التفاوض ليس لرفع المعاناة عن أهل غزة بل لأجل أن يستمرون في المشهد السياسي بالرغم من كل الويلات والمصائب التي تلحق بأهل القطاع كل يوم.
إنهم يفعلون ويقولون كل ذلك لأنهم لا يؤمنون بالوطن والوطنية ولا يعترفون بالشعب الفلسطيني بل يؤمنون بالفكرة والعقيدة وهذه لا تموت حتى وإن مات كل الشعب.
