مع تهديد نننياهو بتغيير جيواستراتيجية الشرق الأوسط وتصفية القضية الفلسطينية وما يقوم به جيش الاحتلال من ممارسات على الأرض في غزة والضفة، فمن المهم متابعة ما يجري في لبنان وفي العالم من حولنا لتداخل الملفات والأجندة،ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب الأهتمام بأصل الصراع وهو قضيتنا الوطنية حتى لا تكون اي متغيرات دولية على حسابها.
وفي هذا السياق فإن كل ما قد تحققه الجبهات الأخرى وما قد تحققه فصائل المقاومة في غزة ،بالرغم من كل ما الحقته من موت ودمار بغزة ، لن يكون لصالح فلسطين إن استمر وضعنا الداخلي على ما هو عليه من انقسام وتهلهل وغياب استراتيجية وطنية،إن لم تكن استرانيجية تحرير فعلى أقل تقدير دفاعية للتقليل من الخسائر ومواجهة التهديد والخطر الحقيقي الذي يحيق بوجودنا الوطني.
وللأسف فإن عناد حركة حماس وتصريحات قادتها الاستفزازية والبعيدة عن الواقع وغير المعنية بالشعب ومعاناته في غزة، وفلسطين كقضية وطنية، والتي تتحدث عن انتصارات مثل تصريحات خالد مشعل بمناسبة مرور عام على الحرب،هذه التصريحات والمواقف لا تبشر بخير بإمكانية تحقيق الوحدة الوطنية في المدى القريب،وهو الأمر الذي يتطلب موقفا شجاعا وواضحا من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ليس فقط في مواجهة مخطط نتنياهو لتصفية القضية الوطنية بل أيضا في مواجهة حركة حماس ومشروعها المتعارض مع المشروع الوطني.